الخرطوم، طورلاي - رويترز، أ ف ب - قال مسؤول من جنوب السودان أمس أن حوالى 80 ألف شخص فروا منذ استيلاء الجيش السوداني قبل أسبوع تقريباً على منطقة أبيي المتنازع عليها. وسيطرت القوات المسلحة السودانية على منطقة أبيي السبت الماضي حين توغلت دباباتها في البلدة الرئيسية مما قوبل بإدانة دولية قبل سبعة أسابيع من انفصال جنوب السودان عن شماله لتشكيل دولة جديدة. وقال دومنيك دينق، مفوض منطقة تويك في جنوب السودان المتاخمة لابيي حيث وصل معظم النازحين، «الوضع يسير من سيء الى أسوأ». وأضاف متحدثاً من طورلاي في منطقة تويك على بعد نحو 130 كلم من بلدة أبيي وهي البلدة الرئيسية في المنطقة «إنهم ينامون تحت الأشجار... ويحتاجون الى الطعام والماء والبعض يحتضر». وخلال حديثه استظلت بعض الأسر بالأشجار هرباً من الشمس الحارقة. وكانت الأممالمتحدة ذكرت في وقت سابق أن عدد النازحين وصل الى 40 ألفاً. وصوت الجنوبيون بغالبية كاسحة لمصلحة الانفصال في استفتاء أجري في كانون الثاني (يناير) بموجب ما هو منصوص عليه في اتفاق السلام الموقع عام 2005 الذي أنهى الحرب الأهلية. ويخشى محللون من أن تؤدي سيطرة شمال السودان على أراض الى عودة الصراع الشامل وهو تطور سيكون له أثر مدمر على المنطقة لأنه سيؤدي الى نزوح السكان ويمهد لظهور دولة فاشلة في الجنوب. وتحدت الخرطوم نداءات الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة ورئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير للانسحاب قائلة إن الأراضي تابعة للشمال. وقالت جماعة «ساتيلايت سنتينال بروجيكت»، وهي جماعة مراقبة مقرها واشنطن، إن الصور والتحليلات تشير الى أن جيش السودان وقوات غير نظامية حملت في وقت سابق من الأسبوع عربات بمقتنيات أخذت من منازل على ما يبدو. وأضافت: «الحمولات الموجودة على العربات المتجهة من بلدة أبيي متسقة فيما يبدو مع صور وتقارير عن أشخاص من شمال السودان ينهبون مقتنيات خلفها عشرات المدنيين وراءهم بعد أن فروا من البلدة». وقال كير الخميس إن التوغل في المنطقة المتنازع عليها لن يُعطل استقلال جنوب السودان. وفي الخرطوم أعرب الحزب الحاكم عن «انفتاحه» في شأن مفاوضات مع الجنوب حول منطقة ابيي المتنازع عليها معلناً استئناف المفاوضات بين الطرفين السبت في أديس أبابا.