أكد الجيش السوداني الشمالي ان منطقة أبيي المتنازع عليها هي «مدينة شمالية»، رافضا بذلك دعوات الجنوب والمجتمع الدولي لسحب القوات من تلك المنطقة بعد أيام من وجوده فيها. وقال عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني: إن أبيي ستبقى مدينة شمالية حتى يقرر السكان مصيرها بانفسهم، حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السودانية (سونا). وكان من المقرر ان تصوت منطقة أبيي الخصبة التي يدّعي الشمال والجنوب أحقيته فيها، على تقرير مصيرها في يناير تزامنًا مع الاستفتاء على استقلال الجنوب الذي صوّت فيه السكان باغلبية ساحقة لصالح الاستقلال. الا انه لم يجر التصويت على مصير تلك المنطقة بسبب خلافات حول من يحق لهم التصويت. وسيطرت القوات الحكومية على تلك المنطقة السبت الماضي. وقال حسين : إن الجيش الشمالي سيبقى في أبيي من اجل الحفاظ على الامن والاستقرار الى ان يتم اتخاذ قرار سياسي. وطالبت الحكومة الجنوبية القوات الشمالية المسلحة بالانسحاب فورا. وقال وزير الاعلام في جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين امس: إن على القوات السودانية إنهاء احتلالها غير القانوني لابيي ومغادرتها. وهرب آلاف المدنيين - ومعظمهم من قبيلة الدنكا نقوك، باتجاه جنوب هذه المنطقة المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، بعد ان احكم الجنود ودبابات القوات المسلحة السودانية (الجيش السوداني النظامي) سيطرتهم عليها في انتهاك لاتفاقيات السلام السارية المفعول. واعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة امس ان اكثر من 15 الف شخص فروا من منطقة ابيي الى الجنوب هربا من المعارك. وقالت اليزابيث بيرز المتحدثة باسم المكتب خلال مؤتمر صحافي «نعتقد انه في اغوك هناك 15 الف نازح في المدينة ومحيطها». واضافت «هؤلاء الناس غادروا أبيي، لقد فروا باتجاه الجنوب». ويزعم مسؤولون جنوبيون ان افراد قبائل المسيرية الموالية للشمال والتي تعيش على تربية الماشية وتعبر أبيي كل عام بماشيتها للرعي، بدأوا يدخلون أبيي بأعداد كبيرة. وقال بنجامين انه يتم ادخال قبائل المسيرية الى ابيي بمساندة الحكومة السودانية الشمالية بهدف احتلال منطقة الدنكا نقوك لتبرير مشاركتهم في الاستفتاء. واضاف «لا أحد يستطيع تخيّل تطبيق سيناريو اقليم كشمير او الصحراء الغربية في أبيي». ودانت القوى العالمية السيطرة على أبيي قبل الاعتراف الدولي باستقلال الجنوب في يوليو، واعتبرته تهديدا للسلام بين شمال السودان وجنوبه. ودعت الاممالمتحدةالخرطوم الى سحب قواتها من المنطقة وحذرت من ان تواجدها سيعيق الجهود الامريكية لتطبيع العلاقات مع الخرطوم. كما دعت الولاياتالمتحدة الاثنين القوات المسلحة السودانية التابعة لحكومة الخرطوم الى الانسحاب من مدينة ابيي. وقال الموفد الامريكي الى السودان برنستون لايمن ان قيام القوات السودانية الشمالية ب»احتلال» ابيي هو «رد مبالغ فيه جدا» على تعرض قافلة للامم المتحدة والجنود الشماليين الاسبوع الماضي للهجوم.