الخرطوم - جوبا(رويترز – أ ف ب) - قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الثلاثاء ان بلاده لن تنسحب من منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها التي استولت عليها في مطلع الاسبوع لان هذه المنطقة تخص شمال السودان. وقال البشير في كلمة القاها في الخرطوم ان ابيي تخص شمال السودان وانه لن ينسحب منها. واضاف انه اعطى الضوء الاخضر لجيش شمال السودان للرد على اي استفزازات محتملة من جانب جيش جنوب السودان الذي سينفصل في التاسع من شهر يوليو تموز القادم. في السياق طلب مجلس الامن الدولي الثلاثاء مجددا "الانسحاب غير المشروط والفوري" للجيش السوداني النظامي من منطقة ابيي، وذلك في اليوم الرابع والاخير لبعثته الى السودان. وقالت السفيرة الاميركية في مجلس الامن سوزان رايس في مؤتمر صحافي في جوبا "نطلب الانسحاب الكامل وغير المشروط والفوري لقوات السودان المسلحة (التابعة للشمال) من ابيي". وتحدثت رايس في اليوم الاخير لزيارة وفد مجلس الامن الدولي الى السودان في اطار جولة اقليمية مخصصة لشؤون الامن في افريقيا الشرقية. وبعد زيارته اديس ابابا ثم الخرطوم يزور وفد المجلس منذ الاثنين جوبا حيث التقوا الرئيس سالفا كير وكبار المسؤولين في الحكومة شبه المستقلة لاجراء محادثات حول ملف ابيي بشكل اساسي. وفر اكثر من 150 الف شخص من المعارك في مدينة ابيي السودانية التي تحتلها قوات السلطة المركزية في الشمال التي كررت الثلاثاء تأكيد مطالبتها بهذه المنطقة المتنازع عليها مع الجنوبيين. وقالت المتحدثة باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية اليزابيت بيرز في جنيف "تفيد التقديرات في اغوك ان هناك حوالى 150 الف نازح في المدينة وحولها". واضافت ان "هؤلاء الاشخاص قد غادروا ابيي، انهم يفرون نحو الجنوب". وصادف وصول الوفد السبت الى الخرطوم سيطرة القوات السودانية على ابيي الواقعة على تخوم شمال وجنوب السودان بعد معارك عنيفة مع جيش الشمال. واثار الهجوم تنديد المجتمع الدولي. وطلب مجلس الامن الدولي الاثنين انسحاب الجيش الشمالي فورا من المنطقة المتنازع عليها معتبرا الهجوم "انتهاكا خطيرا" لاتفاق السلام المبرم عام 2005 الذي انهى حربا اهلية استمرت اكثر من عقدين بين الشمال المسلم والجنوب ذي الاكثرية المسيحية. وافاد مصدر في الوفد تحدث بعد لقاء الادارة الجنوبية في جوبا ان حكومة جنوب السودان تعهدت للمجلس بالامتناع عن الرد عسكريا على هجوم جيش الشمال. وتابع المصدر ان حكومة الجنوب اقرت بمسؤوليتها عن كمين استهدف في 18 ايار/مايو قافلة لقوات الشمال برفقة قبعات زرق زامبيين تابعين لبعثة الاممالمتحدة في السودان وشكلت ذريعة للخرطوم كي تشن هجومها على ابيي. ويتوقع وصول بعثة مجلس الامن الدولي مساء الثلاثاء الى نيروبي في زيارة من يومين تخصص للازمة في الصومال.