تتواصل لليوم الثاني على التوالي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أعمال القمة الأفريقية العادية الثلاثين، والتي تعقد تحت شعار «الانتصار في معركة مكافحة الفساد: نهج مستدام نحو تحول أفريقيا»، وقرر القادة الأفارقة في جلسة مغلقة أمس، انتخاب مصر بالإجماع لرئاسة الاتحاد الأفريقي في دورته المقبلة الحادية والثلاثين لعام 2019. فيما سيطرت الهموم الاقتصادية ومكافحة الفساد والهجرة غير الشرعية على كلمات القادة في الجلسة الافتتاحية كما أكدت الكلمات عزم القادة على تحقيق التنمية الشاملة في القارة. وشهدت فاعليات القمة، انتخاب رئيس جديد للاتحاد الأفريقي خلفاً للرئيس الغيني (ألفا كوندي) الذي انتهت ولايته، حيث اختير الرئيس الرواندي (بول كاجامي)، لتمكينه من إطلاق عملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي، بخاصة أنه ترأس لجنة الإصلاح لمدة عام ونصف العام. وأكد رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي محمد أن القمة الحالية تعقد الآن في وقت حرج وظروف دقيقة تواجه القارة الأفريقية، موضحاً أن الدول الأفريقية لديها العزم والإرادة في مواجهة التحديات كافة، داعياً إلى إنهاء المعاناة الاقتصادية لدول القارة والتي بدورها تؤثر في شكل سلبي في ملايين البشر. وأعرب محمد، خلال كلمته، عن أمله بوجود شراكة حقيقية بين جميع الدول الأفريقية وإحلال سلام دائم وعادل في جميع أنحاء القارة، مؤكداً ضرورة التخطيط السليم لمواجهة الهجرة غير الشرعية، وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجه الشباب. وقال إنه خلال ال12 شهراً الماضية «عملنا في الكثير من المجالات كالبنية التحتية والزراعة والأمن الغذائي»، مضيفاً أن «المواطنين الأفارقة يلمسون ما يبذل من جهود خلال القمة». وأكد «ضرورة مواجهة الإرهاب» وشدد على «ضرورة الحفاظ على مبادئ الأمن والاستقرار والسلام مع الأممالمتحدة والاتفاقات التي وقعت في نيسان (أبريل) 2017»، مشيراً إلى أن الأممالمتحدة «لم تنفذ العديد من البنود في الاتفاقات تجاه الاتحاد». ودان خلال خطابه «الوحشية غير المفهومة» و «العنف الأعمى» لأطراف النزاع في دولة جنوب السودان الذي أوقع عشرات آلاف القتلى، وقال إن «الأوان حان لفرض عقوبات على أولئك الذين يعرقلون جهود السلام» من دون أن يعطي مثالاً على عقوبات محتملة. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الدول الأفريقية تمتلك القوة الدافعة لتحقيق مزيد من التقدم والارتقاء لشعوبها، مشيداً بقدرة الدول الأفريقية على مواجهة التحديات التي تواجه شعوب القارة. ودعا غوتيريش إلى احترام حقوق المهاجرين بصرف النظر عن أعراقهم وجنسياتهم ودياناتهم، مؤكداً أن التنوع العرقي والثقافي والديني للمجتمعات يعد ثراءً وليس تهديداً. وكشف مسؤولون أفارقة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجه رسالة إلى القمة أبلغ فيها أن وزير خارجيته ريكس تيلرسون سيقوم بزيارته الأولى للقارة كديبلوماسي أميركي بارز في آذار (مارس) المقبل. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في كلمته في افتتاح القمة أهمية إيجاد علاقة بين أفريقيا ودولة فلسطين، كما عبر عن تقديره كل الدعم المقدم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في المحافل الدولية. وثمن دعم أفريقيا إقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأرض المحتلة، وعبر عن شكره الكامل لمصر والسنغال وإثيوبيا لدعمهم الفلسطينيين في اجتماع مجلس الأمن. وأشاد بالمواقف الأفريقية بعدم فتح أي ممثلية أو سفارة لها في مدينة القدس، وذلك امتثالاً لقرار مجلس الأمن الصادر في شأن القضية الفلسطينية لأن القدس أرض محتلة. وقال عباس إن «الولاياتالمتحدة لن تكون راعياً للسلام»، وأضاف أن «متابعة جهود السلام تتطلب إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف، تحت مظلة الأممالمتحدة». وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التزام الجامعة الراسخ بتمتين شراكتها الاستراتيجية مع أفريقيا بما يجسد حرصاً متبادلاً على استمرار التقليد المتبع بين الجامعة والاتحاد الأفريقي وتعهد أبو الغيط بأن الجامعة ستستمر بكل طاقاتها في عملها المنهجي بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي لتنفيذ كل ما صدر عنها وعن القادة العرب من قرارات في القمم السابقة، وعلى رأسها تطوير خطة العمل العربية الأفريقية. وتناقش القمة مجموعة من القضايا على رأسها مكافحة الفساد والتي قدرتها دراسات بنحو 50 بليون دولار سنوياً، وتنفيذ رؤية الاتحاد الأفريقي الاقتصادية الكبيرة «أجندة 2063»، والتي تتمثل في خطة على مستوى القارة لتسريع التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بالتوازي مع التعبير عن صوت أفريقيا على الصعيد العالمي.