رأت بيونغيانغ في عقوبات جديدة فرضتها عليها واشنطن أخيراً، محاولة ل «التشويش» على التعاون مع سيول، فيما شدد وزير الدفاع الأميركي الجنرال جيمس ماتيس على أن التواصل بين الكوريتين يجب ألا يحجب هدف المجتمع الدولي في نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. واعتبرت وزارة الخارجية الكورية الشمالية أن واشنطن تستهدف الحدّ من قدراتها على تطوير أسلحة نووية. وقال ناطق باسم الوزارة إن هذه العقوبات «تشكّل دليلاً إضافياً على نية الولاياتالمتحدة التشويش على خطوات التبادل والتعاون بين الكوريتين»، داعياً إياها إلى الكفّ عن هذه السياسة «الممجوجة» تجاه بلاده. أتى ذلك بعدما شددت الولاياتالمتحدة عقوبات على الدولة الستالينية، وحضت الصين وروسيا على طرد كوريين شماليين، تتهمهم بتمويل برنامجها النووي. تزامن ذلك مع اختتام مسؤولين كوريين شماليين زيارة إلى كوريا الجنوبية دامت ثلاثة أيام، تفقدوا خلالها ملاعب أولمبية وفنادق وقاعات حفلات موسيقية قد يستخدمها رياضيو بيونغيانغ خلال مشاركتهم في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها مدينة بيونغتشانغ. وكان الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن رأى في هذه الألعاب فرصة لاستئناف تواصل بنّاء مع الشمال، بعد عداء على خلفية البرنامجَين النووي والصاروخي لبيونغيانغ. واتفق الجانبان على أن يسير وفد مشترك من الكوريتين خلال حفل الافتتاح، فيما وصل 10 لاعبين من كوريا الشمالية لبدء تدريبات مع زملائهم الجنوبيين. في هاواي، قال ماتيس خلال محادثات مع نظيره الكوري الجنوبي سونغ يونغ، في إشارة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون: «على الديبلوماسية أن تفرض العقل على الخطاب الطائش لكيم واستفزازاته الخطرة». وأضاف أن الرد على التهديد يجب أن «تقوده الديبلوماسية، مدعومة بالخيارات العسكرية المتاحة، لكي يكون مفهوماً أن ديبلوماسيينا يتحدثون من موقع قوة». وأشار الوزير الكوري الجنوبي إلى أن الحل العسكري للأزمة ليس مقبولاً، مشيداً بتنسيق راسخ بين الجيشين الكوري الجنوبي والأميركي، وتابع: «كل منا يفهم الآخر تماماً ونتحرك معاً بوصفنا تحالفاً». واعتاد ماتيس التأكيد على الإجراءات غير العسكرية، بما فيها العقوبات الدولية، وجدد موقفه لسونغ الذي التقاه في مقر قيادة المحيط الهادئ للجيش الأميركي في هاواي، بعد تصريح لوزيرة الخارجية الكورية الجنوبية كانغ كيونغ وا أوضحت فيه ضرورة ايجاد تسوية للمواجهة مع بيونغيانغ، وزادت: «مصيرنا معرّض لخطر، وأي خيار في شأن شبه الجزيرة الكورية لا يمكن تنفيذه من دون موافقتنا».