عرضت سيول على بيونغيانغ إجراء محادثات على مستوى بارز الأسبوع المقبل، لمناقشة سبل التعاون بين الجانبين في شأن ملفات، بينها مشاركة كوريا الشمالية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ينظمها الجنوب الشهر المقبل. أتى ذلك بعد يوم على إعلان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن الألعاب الأولمبية تمنح مسؤولي الدولتين سبباً ل «لقاء في مستقبل قريب»، وزاد: «كوننا مواطنين من الدم ذاته مثل الكوريين الجنوبيين، من الطبيعي أن نشاركهم متعة الفاعلية الواعدة وأن نساعدهم». واستدرك مؤكداً مجدداً تحوّل بلاده قوةً نووية، مضيفاً أن «الزرّ النووي» على مكتبه. وعلّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المحادثات المحتملة بين الكوريتين، معتبراً أن «العقوبات، والضغوط الأخرى، بدأت تؤثر في شكل كبير في كوريا الشمالية. الجنود يفرون على نحو خطر إلى كوريا الجنوبية». وكتب على موقع «تويتر»، في إشارة إلى كيم الثالث: «رجل الصاروخ يريد الآن التحدث مع كوريا الجنوبية للمرة الأولى. ربما يكون هذا خبراً سعيداً، ربما لا. سنرى!». وتُنظم الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة بيونغتشانغ الكورية الجنوبية، من 9 إلى 25 شباط (فبراير) المقبل، والتي تبعد 80 كيلومتراً من الحدود مع الشمال. وتأهّل إلى الدورة رياضيان كوريان شماليان يمارسان التزحلق الفني على الجليد، لكن اللجنة الأولمبية الكورية الشمالية لم تؤكد مشاركتهما قبل انتهاء المهلة المحددة لذلك في 30 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. على رغم ذلك، يمكن اللجنة الأولمبية الدولية أن تدعوهما للمشاركة في الألعاب، علماً أن سيول ومنظّمي الألعاب يرغبون في مشاركة بيونغيانغ في الدورة. ورحّب الرئيس الكوري الجنوبي مون جي إن بخطاب كيم الثالث، ووصف ذلك ب «رد إيجابي» على آمال سيول بأن تشكّل ألعاب بيونغتشانغ «فرصة رائدة للسلام»، كما طلب من وزارتَي الوحدة والرياضة التحرّك بأسرع ما يمكن لمساعدة كوريا الشمالية في المشاركة في الأولمبياد الشتوي. واستدرك مون: «التحسّن في العلاقات بين الكوريتين لا يمكن أن يمضي بمعزل عن تسوية الملف النووي الكوري الشمالي، وعلى وزارة الخارجية التنسيق من قرب مع الحلفاء والمجتمع الدولي في هذا الصدد». وكان كيم جونغ أون قال الإثنين إن على سيول التوقّف عن طلب مساعدة دول أخرى في تحسين العلاقات بين الكوريتين. أما وزير الوحدة الكوري الجنوبي تشو ميونغ غيون، فكرّر استعداد بلاده ل «إجراء مفاوضات مع الشمال في أي زمان ومكان وأي شكل»، وتابع: «نأمل بأن يتمكّن الجنوب والشمال من الجلوس وجهاً لوجه، للبحث في مشاركة وفد كوريا الشمالية في ألعاب بيونغتشانغ، إضافة إلى مسائل أخرى ذات اهتمام متبادل، من أجل تحسين العلاقات بين الكوريتين». ورجّح أن يركّز الحوار المقترح في قرية بانمونجوم الحدودية، على مشاركة كوريا الشمالية في الأولمبياد، مستدركاً أن ملفات أخرى قد تُطرح، مثل نزع السلاح النووي للدولة الستالينية. وأضاف أن تفاصيل المحادثات المقترحة، بينها جدول الأعمال، يمكن مناقشتها عبر الخط الساخن بين الكوريتين، المقطوع منذ عام 2016. وأشار تشو إلى أن سيول ناقشت مع واشنطن اقتراح إجراء محادثات بارزة مع بيونغيانغ الثلثاء المقبل، مستدركاً أن كوريا الجنوبية لم تبتّ بعد إرجاء مناورات عسكرية ضخمة مشتركة مع الولاياتالمتحدة إلى ما بعد الأولمبياد. لكن ناطقة باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ذكرت أن بلادها تنتظر رداً مفصلاً من بيونغيانغ على عروض حوار قدّمتها سيول في تموز (يوليو) الماضي. وعقدت الكوريتان آخر محادثات بينهما أواخر 2015، بقيادة مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية آنذاك كيم كوان جين، ونظيره الكوري الشمالي هوانغ بيونغ سو، لكنها فشلت في التوصل إلى اتفاق. وأعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية أن بلاده «تدعم الجانبين في اغتنام فرصة بذل بجهود ملموسة من أجل تحسين العلاقات الثنائية، والتوصّل إلى نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة» الكورية. إلى ذلك، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن بكين ستتابع تنفيذ العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على كوريا الشمالية، تماشياً مع القوانين الصينية. وأضافت أن العقوبات الأخيرة تحدّ من صادراتها النفطية المكرّرة إلى بيونغيانغ، بحيث لا تتجاوز 500 ألف برميل سنوياً، منذ مطلع الشهر الجاري. وتفيد بيانات الجمارك الصينية بأن بكين لم تصدّر أي منتجات نفطية للدولة الستالينية، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.