أعلنت وزارة الوحدة في سيول أن الكوريتين اتفقتا خلال محادثات نادرة أمس، على تشكيل فريق مشترك يشارك في منافسات هوكي الجليد للسيدات في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية في شباط (فبراير) المقبل، وعلى السير معاً تحت علم موحد لشبه الجزيرة الكورية، في طابور العرض في حفل الافتتاح. وأشارت إلى أن بيونغيانغ سترسل بعثة تضمّ حوالى 550 فرداً، بينهم 230 مشجعاً و140 فناناً و30 لاعباً، سيقدّمون عرضاً في التايكوندو، على أن يبدأوا بالوصول إلى كوريا الجنوبية في 25 الشهر الجاري. أتى ذلك بعد ساعات على تعهد 20 دولة حليفة للولايات المتحدة، تشديد الإجراءات لمنع الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على بيونغيانغ، خلال اجتماع وضعته الصين في إطار «ذهنية حرب باردة»، علماً أنها وروسيا استُبعدتا منه. وأثناء اللقاء في فانكوفر، حضّ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيرته الكندية كريستيا فريلاند على دعم تدابير «الحظر البحري» على بيونغيانغ. وكررت الولاياتالمتحدة وكندا، إلى جانب اليابانوكوريا الجنوبية ودول أخرى، التزامها «نزعاً كاملاً للأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية»، مؤكدة أنه قرار «لا عودة عنه». ويُعد التحذير بتشديد إجراءات اعتراض الشحنات غير الشرعية لمواد نووية، أو واردات تنتهك العقوبات، أكثر التدابير الملموسة التي خرج بها الاجتماع الذي استمر يومين. لكن بكين وموسكو شككتا في جدوى عقد اجتماع لحلفاء سابقين في الحرب الكورية (1950-1953)، لمناقشة مسألة يبقى دعم الصين لها مفتاح النجاح الديبلوماسي. وفي هذا الإطار، قال ناطق باسم الخارجية الصينية أن «الفرقاء المعنيين الأكثر أهمية في المسألة ليسوا مشاركين، لذلك اعتقد بأن الاجتماع لن يحظى بشرعية أو بصفة تمثيلية». وندّ ب»ذهنية حرب باردة» لدى الولاياتالمتحدة التي تحض الصين على وقف إمداد كوريا الشمالية وقوداً. ولفت آخرون إلى اختلاف واضح للهجة بين الموفد الياباني المتشدد وزير الخارجية تارو أورو، ونظيرته الكورية الجنوبية الأكثر حذراً كانغ كيونغ-وا، والتي قالت إن المحادثات بين الكورتين دليل على أن العقوبات تؤتي ثمارها. وبعد انتهاء الاجتماع، أكد تيلرسون على تكاتف الحلفاء ومواصلتهم العمل مع الصين وروسيا لتطبيق العقوبات الدولية وإرغام كيم جونغ أون على التفاوض لنزع أسلحته النووية. ورفض تيلرسون مناقشة مسائل التخطيط العسكري، محذراً من أن الأزمة تتصاعد، علماً أن النائب الجمهوري ماك ثورنبيري، الذي يرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، كان قال إن الجيش الأميركي يستعد ب «جدية كبيرة» لحرب محتملة مع الدولة الستالينية. في نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إمكان تفادي الحرب مع كوريا الشمالية، داعياً إلى إجراء محادثات مباشرة بين القوى الرئيسة، من أجل إنهاء برنامجها النووي، ومشدداً على «وجوب ألا ننسى أن المشكلة الأساسية لم تُسوَ بعد». غوتيريش الذي سيحضر حفل افتتاح ألألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغتشانغ، رحّب بموافقة بيونغيانغ على المشاركة فيها، وإعادة فتح خط عسكري ساخن بين الكوريتين.