طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية أمس، اعتقال «30 جاسوساً» للولايات المتحدة، وكشف هوية 42 ضابطاً يعملون لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) في دول أخرى. وأشارت الوزارة الى ان عملاء لها تسللوا الى «شبكة تجسس وتخريب معقدة تعمل لمصلحة سي آي إي، في عملية جرت في داخل البلاد وخارجها، وقضوا عليها في شكل كامل قبل قيامها بأي عمل تخريبي». وأضافت في بيان أنها اعتقلت «30 جاسوساً، محبطة هجوماً تجسسياً أميركياً واسعاً، كما كشفت عن 42 ضابطاً استخباراتياً أميركياً في دول عدة، ووضعهم تحت المراقبة». وزادت الوزارة ان عملاء الاستخبارات الأميركية «كانوا يحاولون الايقاع بالمواطنين الإيرانيين، من خلال عرض منحهم تأشيرات دخول ووعود بأذونات إقامة (في الولاياتالمتحدة) والعمل وتأشيرات دخول للدراسة»، مشيرة الى أن هذه الشبكة «كانت تستخدم السفارات والقنصليات الأميركية في دول عدة، خصوصاً في الإمارات العربية المتحدة وماليزيا وتركيا، لجمع معلومات عن المراكز العلمية والجامعية والمختبرات والصناعات الجوية والدفاعية والطاقة النووية والتكنولوجيا الحيوية» في إيران، إضافة الى «جمع معلومات مفصلة عن أنابيب النفط والغاز وشبكة الكهرباء والاتصالات والمطارات والجمارك والمواصلات والمصارف الإيرانية». وكانت برقيات ديبلوماسية أميركية نشرها موقع «ويكيليكس»، أفادت بأن الولاياتالمتحدة أدارت مكاتب في دول مجاورة، يسعى من خلالها ديبلوماسيون الى جمع معلومات استخباراتية من مسافرين إيرانيين. واتى هذا الاعلان بعد ساعات على إعلان الولاياتالمتحدة تخفيف القيود المفروضة على منح طلاب ايرانيين تأشيرات. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، مخاطبة الإيرانيين: «نريد مزيداً من الحوار والتبادل، مع من يرسمون من بينكم مستقبل إيران». على صعيد الوضع الداخلي، مُني الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بضربة جديدة أمس، إذ أمرت المحكمة الإدارية بمنع حميد بقائي، رئيس ديوانه وأحد نوابه، من تولي منصب حكومي طيلة أربع سنوات، لاتهامه بارتكاب «انتهاكات» لم تحدّدها خلال ترؤسه منظمة التراث الثقافي والسياحة. ويعتبر بقائي الذي أعلن نيته استئناف الحكم، مقرّبا من اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب نجاد، والذي رأس سابقاً منظمة التراث الثقافي والسياحة. ووضع محللون ذلك في إطار نزاع نجاد مع الأصوليين الذين يتهمون مشائي بتزعّم «تيار منحرف»، فيما دعا النائب المحافظ حميد رسائي الى اعتقال مشائي، معتبراً انه يشترك مع «تيار الفتنة»، في اشارة الى المعارضة، في السعي الى «القضاء على ولاية الفقيه». وبعد توقيف حوالى 20 مقرباً من نجاد ومشائي أخيراً، أوردت صحيفة «هفت صبح» التابعة لمدير مكتب الرئيس الإيراني، أن المحافظين يسعون الى سجن مشائي، مؤكدة ان التهديدات لن ترهبه. أما علي أكبر جوانفكر، مدير عام وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) والمستشار الإعلامي السابق لنجاد، فاعتبر أن المحافظين يهاجمون مكتب الرئيس، بوصفه «تيار انحراف»، فقط لخشيتهم من خسارة الانتخابات الاشتراعية المقررة في آذار (مارس) 2012، والرئاسية العام 2013. وبعد رفض مجلس صيانة الدستور تولي نجاد حقيبة النفط، إثر دمجه ثماني وزارات، أشار النائب غلام علي مغلي نجاد إلى اجتماع يُعقد قريباً بين الرئيس الإيراني ومجلس الشورى (البرلمان)، لتعيين وزير بالوكالة لهذه الحقيبة. كما تحفظ مسؤولون إيرانيون عن نية نجاد المشاركة في الاجتماع الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، في فيينا في حزيران (يونيو) المقبل. وتساءل النائب المحافظ البارز أحمد توكلي: «هل يليق بالرئيس أن يجلس إلى الطاولة ذاتها مع وزراء لا يتمتعون بالمستوى نفسه؟».