طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أمرت المحكمة الإدارية في إيران امس، بمنع حميد بقائي رئيس ديوان الرئيس محمود أحمدي نجاد وأحد نوابه، من تولي منصب حكومي طيلة أربع سنوات، لاتهامه بارتكاب «انتهاكات» خلال منصبه السابق. وأفادت وكالة «فارس» بأن قرار المحكمة يحرم بقائي من تولي «أي منصب خدمة مدنية»، عازية إياه إلى «انتهاكات عدة» ارتكبها خلال ترؤسه منظمة التراث الثقافي والسياحة. وأشارت إلى أن بقائي أكد الحكم، مشدداً على نيته استئنافه. وبقائي الذي عيّنه الرئيس الإيراني أخيراً، أحد نوابه الثماني، مقرّب من اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب نجاد، والذي رأس سابقاً منظمة التراث الثقافي والسياحة. وبقائي أبرز حليف لنجاد ومشائي يُعاقب أخيراً، في تطوّر يضعه محللون في إطار نزاع الرئيس الإيراني مع الأصوليين، خصوصاً بعدما أمره مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي بإعادة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي، والذي كان نجاد أقاله بعد خلافه مع مشائي. وأكد مصلحي أمس، أن «إحدى المهمات الرئيسة للوزارة، تتمثّل في مواجهة التيارات المنحرفة الناشطة في البلاد»، في إشارة إلى مشائي وأنصاره. واعتقلت أجهزة الأمن عدداً من المقرّبين من نجاد ومشائي، أحدهم اتُهم بممارسة السحر والشعوذة، وهو عباس غفاري الذي أفاد موقع «جوان أونلاين» التابع ل «الحرس الثوري» بأنه اعتدى على 360 فتاة، وأقام علاقات غير شرعية مع متزوجات. لكن علي أكبر جوانفكر، مدير عام وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) والمستشار الإعلامي السابق لنجاد، اعتبر أن المحافظين يهاجمون مكتب الرئيس، بوصفه «تيار انحراف»، فقط لخشيتهم من خسارة الانتخابات الاشتراعية المقررة في آذار (مارس) 2012، والرئاسية العام 2013. وكتب على مدوّنته: «لا وجود لتيار انحرافي، إنها مجرد رواية مُختلقة أُثيرت ربطاً بالانتخابات الاشتراعية والرئاسية. من الأفضل لأصدقائنا (المحافظين) الإقرار بخشيتهم من الانتخابات، بدل إيجاد وحش هائل». وثمة خلاف بين الرئيس الإيراني ومجلس الشورى (البرلمان)، على قرار نجاد دمج ثماني وزارات. ويعزو نجاد قراره إلى الخطة الخمسية التي تنصّ على خفض عدد الوزارات إلى 17 من 21، فيما يطالب البرلمان بمثول الوزراء الجدد أمامه، لنيل الثقة. ورفض مجلس صيانة الدستور تولي نجاد حقيبة النفط موقتاً، بعد إقالته الوزير مسعود مير كاظمي، معتبراً ذلك «انتهاكاً للدستور». وجدد النائب المحافظ البارز أحمد توكلي انتقاده نجاد، على خلفية قضيتي مصلحي ودمج الوزارات، قائلاً: «صبر البرلمان مع الرئيس ينفد». وكشف توكلي انه اقترع لنجاد في انتخابات الرئاسة عام 2009، بسبب ولائه للمرشد، معتبراً أن مير حسين موسوي زعيم المعارضة والمرشح الخاسر في الانتخابات، كان قادراً على «حشد قاعدة شعبية ضد خامنئي»، بخلاف نجاد. إلى ذلك، أفاد موقع «عصر إيران» المحافظ بأن الحكومة تخطط لإسقاط رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، خصم نجاد. وخاض قاليباف انتخابات الرئاسة التي فاز بها نجاد عام 2005، وتفيد معلومات بنيته الترشح للانتخابات المقبلة عام 2013. في غضون ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة تخفيف القيود المفروضة على منح طلاب إيرانيين تأشيرات، وذلك في إطار التزامها تعهدها «مساندة الشعب الإيراني». وستُرفع مدة التأشيرات الممنوحة للطلاب الإيرانيين و»للزوار ضمن برنامج التبادل»، من ثلاثة شهور إلى سنتين، كما ستسمح التأشيرات لحامليها بدخول الولاياتالمتحدة مرات عدة، بدل دخول البلاد لمرة واحدة وفق النظام السابق. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، مخاطبة الإيرانيين: «أود أن تعلموا أننا نستمع إلى مخاوفكم. نريد مزيداً من الحوار والتبادل، مع من يرسمون من بينكم مستقبل إيران». وأضافت في رسالة بُثت على موقع «يوتيوب» باللغتين الإنكليزية والفارسية: «سنقف معكم، ما دامت الحكومة الإيرانية تواصل كبت طاقتكم. سنواصل البحث عن سبل جديدة لمساندة مزيد من الفرص للتغيير الحقيقي في إيران». وقال مسؤول أميركي إن القرار يسري على المتقدمين بطلبات للدراسة في «مجالات غير حساسة وغير فنية»، لن تسهم في البرنامج النووي الإيراني أو نشاطات التسلّح لطهران.