منحت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) اسفنديار رحيم مشائي رئيس مكتب الرئيس محمود أحمدي نجاد أمس، صفة «مراسل فخري» لها، بعد الانتقادات العنيفة التي وجهتها إليه شخصيات دينية وسياسية وعسكرية في التيار المحافظ، علي خلفية دعوته الى إقامة «مدرسة إيرانية» للإسلام. وتحدث مشائي الى رؤساء الأقسام في الوكالة، معتبراً ان ثمة «خلافات فكرية» بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، لافتاً الى «عدم وجود اتجاه واضح في اتخاذ القرارات داخل الإدارة الأميركية». ورأى ان الولاياتالمتحدة «تخشى» فتح باب الحوار مع ايران، متسائلاً: «كيف يمكن لشخص ان يدعو الى اصلاح سائر الناس، قبل ان يصلح نفسه»، في اشارة الى دعوة اوباما للتغيير. ويواجه مشائي سلسلة من الانتقادات حول تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها، بدأت منذ تلكّأ نجاد في الاستجابة لطلب مرشد الجمهورية علي خامنئي إقالته من منصب نائب الرئيس، بعد فوزه بولاية ثانية عام 2009. ويعتقد نجاد الذي تربطه بمشائي صلة قربي، ان ثمة «دوافع معيّنة» تقود معارضي مشائي. لكن اللافت أن معارضة أفكار الأخير تأتي دوماً من شخصيات داخل التيار الأصولي المحافظ، إلا ان هذه المعارضة لم تستطع دفع نجاد الى إبعاده من مكتب الرئاسة، اذ استلم منصب مساعد الرئيس لشؤون مؤسسة التراث والسياحة خلال ولايته الأولي، وعُيّن مديراً لمكتب الرئاسة بعد رفض ترشحيه لمنصب نائب الرئيس. ويعتقد كثيرون ان تأثير مشائي على نجاد يتعدى كونه مديراً لمكتب الرئاسة، وحيث يشغل ايضاً رئاسة اللجنة الثقافية. ووصف نجاد مشائي بأنه «مؤمن بنظام الجمهورية الإسلامية وبالقيم الثورية للشعب الإيراني وبولاية الفقيه، وملتزم بخط الولاية، ويمتاز بالنزاهة والشفافية»، منتقداً معارضي أفكار مشائي، اذ دعا الي بحثها في اجواء من النقاش في المجتمع الإيراني. وتمتاز أفكار مشائي وآرائه بالجرأة، اذ اعتبر ان الشعب الإيراني «صديق» للشعب الإسرائيلي، قبل ان يتراجع بعدما انتقده خامنئي، كما انه منفتح في شأن حجاب المرأة. ونادراً ما يخلو الوفد المرافق لنجاد، من مشائي، اذ اصطحبه في غالبية زياراته الرسمية الي الخارج، وشارك في غالبية المحادثات التي عقدها نجاد. ويتهم مشائي معارضيه بأنهم «من بعض عصابات الثروة والسلطة، والمغفّلين من عامة الناس»، معرباً عن أسفه لتعرّضه ل «انتقادات سطحية وغير عادلة» من شخصيات فكرية وناشطين في الحوزة الدينية. ويعتقد مشائي ان افكاره وآراءه مستوحاة من الشريعة الإسلامية ومن «الإسلام المحمدي الأصيل»، لكنه يلقي معارضة من النخب الفكرية والسياسية في التيار الأصولي، مثل رئيس تحرير صحيفة «كيهان» حسين شريعتمداري، وحميد رسائي النائب المحافظ المؤيد لنجاد، والذي اعتبر ان مشائي يقود «الفتنة الجديدة» داخل المجتمع الإيراني، ناهيك بانتقادات رجل الدين المتشدد محمد تقي مصباح يزدي. ولدى سؤاله عن سبب دعم نجاد لمشائي، أجاب رسائي ان «حبّ الشيء يعمي ويصمّ».