بعدما أوقفت القناة الأولى في التلفزيون المغربي البرنامج الثقافي «مشارف» على خلفية تسجيله ثلاث حلقات حول حركة «20 فبراير» مع شخصيات أكاديمية وسياسية، عبّر عدد من المثقفين عن تضامنهم والبرنامج، ووزع اتحاد كتاب المغرب بياناً جاء فيه: «من منطلق دفاعه المستميت عن حضور الثقافة في الإعلام العمومي، بصفتها مدخلاً ومدماكاً للتنمية بمعناها العميق والبعيد، ومن منطلق انخراطه في معركة الإصلاح الشامل في بلادنا، فإن اتحاد كتاب المغرب، وقد نُمي إليه خبر التوقيف المجحف للبرنامج الثقافي «مشارف» الذي يعده ويقدمه الشاعر ياسين عدنان في القناة التلفزيونية الأولى، والذي يعتبر كوة ضوء، ورئة ثقافية وسط العتمة والاختناق، يشجب أي مساس بهذا البرنامج الثقافي المضيء، وقد أصبح مكسباً ومرجعاً لكل المثقفين والكتاب والفنانين، داخل الوطن وخارجه، وليس منّة ولا صدقة من أحد. ويلفت انتباه المسؤولين إلى أن قدر البلاد - هنا و الآن- هو الانخراط، ومن دون تلكؤ، في الورش الإصلاحي العام، مما يستوجب الإنصات والتنويه بكل الطاقات الإبداعية الذكية، وبكل المقدرات المتاحة في المجالات كلها، وعدم التضييق على العقل والإبداع». وأضاف البيان: «من هنا، نطالب، في اتحاد كتاب المغرب، الجهات المعنية بالتعجيل برفع اليد عن برنامج «مشارف» الذي أصبح مكسباً يعتز به إعلامنا المرئي، وتفخر به الطبقة المثقفة، والرأي الثقافي العام ببلادنا وخارجها. واتحاد كتاب المغرب الذي دأب، منذ تأسيسه، على نشدان الحرية والديموقراطية والحق في التعبير والنقد الخلاق، يعتبر أن الإجهاز على برنامج «مشارف»، هو إجهاز على مكسب ثقافي شكل نقطة ضوء، والتماعة في بحر السنوات الأربع، بما راكمه هذا البرنامج من أسئلة وحوارات مؤثرة مع وجوه أساسية في ثقافتنا العربية، وبما سلطه من إضاءات حول مجموعة من المسارات والتجارب في مجالات الإبداع والفكر والرأي. وإذ نعلن تضامننا المطلق مع برنامج «مشارف»، نطالب، وبكل استعجال وإلحاح، واستحضاراً للسياق السياسي والاجتماعي والثقافي الراهن، بإعادة «الأربعاء» إلى موعدها وتوهجها حتى لا تنقلب إلى «أربعاء الرماد» لإليوت». يذكر أن القناة الأولى استبدلت الأربعاء الماضي حلقة «مشارف» بفيلم هندي، بعدما عرضت خلال الأسبوع الذي سبقه حلقة من أرشيف «مشارف».