خفّت وتيرة النزوح من المناطق السورية الواقعة على الحدود مع لبنان والتي تشهد توترات الى بلدات مختلفة في شمال لبنان، واقتصرت حركة النازحين أمس على بضع عائلات سورية اجتازت المعابر غير الشرعية بين البلدين أو مجرى النهر الكبير للوصول الى منطقة وادي خالد، بعد اقفال معبر البقيعة الحدودي من الجانب السوري. وفتحت بعض المدارس المقفلة في عدد من البلدات العكارية كثانوية البيرة والرسمية في الدوسة، أبوابها أمام النازحين تسهيلاً لإيوائهم. وواصلت الهيئات الإغاثية عملها في إعانة النازحين. وأشار الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء يحيى رعد في حديث إذاعي الى ان لا إحصاءات دقيقة حتى الساعة لدى الهيئة عن أعداد النازحين، لافتاً الى ان الهيئة في صدد إحصائهم وتحديد الحاجات الضرورية لهم، ومشيراً الى ان المساعدات عبارة عن الحليب والحفاضات والفرش والأغطية فضلاً عن الأمور الحياتية الضرورية الأخرى. وأكد أن دور الهيئة أتى بقرار من الحكومة اللبنانية التي أعطتها الموافقة وكلفتها التنسيق مع الأجهزة اللبنانية كافة لتأمين مختلف الحاجات الحياتية للمقبلين من سورية. كما واصلت المستشفيات في الشمال تأمين العلاج لعدد من النازحين المصابين، اذ أحضرت الى مستشفى رحال في عكار امس، طفلة سورية مصابة وفق مصادر طبية بشظية في صدرها - الجهة اليسرى. وكانت الطفلة نقلت من سورية إثر الأحداث الحاصلة هناك، ووصف وضعها بالمستقر. واعلن عضو كتلة «المستقبل» النائب رياض رحال في حديث الى إذاعة «صوت لبنان»، انه عاين «في المستشفى في عكار 7 جرحى من تلكلخ، ومن بينهم طفل عمره سنة و3 أشهر، وكلهم مصابون بطلقات نارية إمَّا في الصدر وإما في البطن». وأعلن مدير «المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان» نبيل الحلبي لوكالة «فرانس برس» أمس، ان ثلاثة جنود سوريين جرحى «هربوا الى لبنان» الأحد الماضي، توفي أحدهم في الطريق، وهم في عهدة الجيش اللبناني، لكن مصدراً في الجيش قال ل «الحياة» انه لا يمتلك أية معلومات عن هذا الامر. وذكر الحلبي أن «جهاز استخبارات الجيش اللبناني تسلم الجنديين والجثة»، معرباً عن خشيته من أن يكون تم تسليمهم ليلاً الى السلطات السورية. وأشار الى «معلومات غير مؤكدة تفيد بأن عملية التسليم تمت قبل منتصف الليلة الماضية» أول من أمس، معتبراً أن «هذا الأمر، إن وقع فعلاً، يناقض اتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعها لبنان عام 2000». وأوضح عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد كبارة في بيان أمس أن ما قاله (أول من أمس) عن دعوته إلى «التضامن مع الشعب السوري الذي يعاني الأمرين» هو موقف شخصي، وقال أن موقفه يعبر عن قناعاته الشخصية «وليس عن أي تجمع سياسي أنتمي إليه، وتيار المستقبل لا علاقة له بما يجرى في سورية، ولا بما أصرح به وموقف رئيسه الرئيس سعد الحريري واضح في هذا الإطار، ونحن لا نحتاج لتأكيد ثوابتنا الوطنية، فنحن مع استقرار الوضع السوري ولكن ليس من طريق الإرهاب والمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري». وقال: «نحن لا نريد للشعب السوري غير ما يريده هو لنفسه، واريد ان اسأل الإعلام المؤيد للقمصان السود: ما رأيه بصراخ بعض وزراء الصدفة المدافع عن النظام، ألا يعتبر ذلك تدخلاً في الشأن السوري وزجاً للبنان في شأن سوري بحت؟».