صعّدت القوات النظامية السورية قصفها الجوي والصاروخي على مدن وقرى غوطة دمشقالشرقية أمس، تزامناً مع اشتباكات مع فصائل المعارضة على أطراف «إدارة المركبات» في مدينة حرستا. وواصلت المقاتلات الحربية قصف أحياء سكنية في مدينة عربين، فيما استهدفت قذائف المدفعية أحياء مدينة دوما وبلدات مسرابا وحمورية وسقبا، ما أدّى إلى مقتل شخصين على الأقلّ. وكشفت غرفة عمليات معركة «بأنهم ظلموا» عن حصيلة خسائر القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها منذ انطلاق المعركة على محاور «إدارة المركبات» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأوضحت في بيان أمس، أن عدد قتلى القوات النظامية والمسلحين الداعمين لها، تجاوز ال500 قتيل بين عنصر وضابط، أبرزهم نائب قائد «إدارة المركبات» اللواء وليد خواشقجي، إضافة إلى حوالى 107 ضباط معظمهم برتبتي ملازم وملازم أول. ومضى أكثر من 7 أسابيع على إطلاق فصائل معارضة معركة «بأنهم ظلموا» في مدينة حرستا، رداً على العمليات العسكرية للنظام في الغوطة. وأشارت مواقع محسوبة على المعارضة إلى أن الفصائل تعتّم إعلامياً على مجريات العملية العسكرية في المدينة. وكانت محاولات القوات النظامية فك الحصار عن «إدارة المركبات» مُنيت بالفشل على مدى الأيام ال19 الماضية. وتزامناً مع المعارك في حرستا، التي تسعى القوات النظامية عبرها إلى فصل المدينة عن الغوطة، تؤشر العمليات العسكرية في منطقة المرج شرق العاصمة، إلى محاولتها عزل بلدة النشابية في الغوطة، بعد سيطرتها على نقاط في بساتين البلدة وتل فرزات غرباً. وأفادت وسائل إعلام مقرّبة من دمشق، بأن القوات النظامية توغّلت داخل بلدة حزرما المجاورة، ما جعل النشابية ساقطة عسكرياً نتيجة حصارها من جهتي الجنوب والشرق. وأضافت أن القوّات تمكنت من قطع الطريق بين النشابية ودوما. وتصدّى مقاتلو «جيش الإسلام» للقوات النظامية أثناء محاولتها التقدّم على جبهة حزرما، وسط معارك عنيفة بين الطرفين. ونقل موقع «عنب بلدي» عن مصدر في «جيش الإسلام» قوله إن القوات النظامية تحشد على الجبهات الشرقية أي حزرما والزريقي وحوش الضواهرة، مضيفاً أن النشابية والمناطق المحيطة بها تشهد منذ يومين قصفاً كثيفاً في شكل غير مسبوق. إلى ذلك، وثّقت منظمة «الأممالمتحدة لرعاية الطفولة» (يونيسيف) مقتل 30 طفلاً في الغوطة خلال الأسبوعين الماضيين. وقال ممثل «يونيسيف» في سورية فران أيكيثا في بيان أول من أمس، أن «من المروّع مقتل أكثر من 30 طفلاً في العنف المتصاعد خلال الأيام الخمسة عشر الأولى من هذا العام في الغوطة الشرقية»، مشيراً إلى أن أكثر من مئتي ألف طفل يعيشون هناك تحت الحصار منذ عام 2013. وأضاف: «في حين رأينا بصيصاً صغيراً من الأمل في نهاية العام الماضي مع إجلاء 17 طفلاً في حاجة ماسة إلى العناية الطبية؛ حوّل العنف المتزايد في المنطقة الأمل إلى يأس 120 طفلاً لا يزالون يعانون في صمت بانتظار الإجلاء الطبي العاجل». واعتبر أنه «من المخجل» على مشارف مرور سبع سنوات على الأزمة في سورية «أن تستمر الحرب على الأطفال تحت أنظار العالم»، مشيراً إلى معلومات تلقتها المنظمة من داخل الغوطة تفيد بأن الأهالي يأخذون المأوى تحت الأرض خوفاً على حياتهم. وذكّر أن مركزين طبيين تعرّضا لهجوم في الغوطة خلال الأيام الماضية، وأجبرت العديد من المرافق الصحية على الإغلاق بسبب العنف. ونتيجة ذلك، باتت العيادات الطبية المتنقلة الطريقة الوحيدة التي يتمكن فيها العائلات من الحصول على العلاج والمعونة الطبية الطارئة. ودعا أطراف النزاع إلى توفير إمكان الوصول إلى الأطفال المحتاجين للمساعدة «بسرعة ومن دون قيود أينما كانوا في سورية».