اشتد قصف القوات النظامية على الغوطة الشرقيةلدمشق في الساعات الأخيرة، غداة إجلاء 29 مريضاً بحال حرجة من المنطقة المحاصَرة منذ سنوات. وقتِل 19 شخصاً نتيجة القصف منذ مساء السبت، لترتفع حصيلة الضحايا خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة إلى 29 شخصاً في حصيلة وزعها «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ووثّق «المرصد» مقتل 29 مدنياً من بينهم 9 أطفال و3 سيدات، نتيجة قصف جوي ومدفعي وصاروخي على مدينتي حرستا وحمورية وبلدات كفربطنا والنشابية وأوتايا ومسرابا منذ ليل الجمعة، كما أدى القصف إلى سقوط عدد كبير من الجرحى. وشنت القوات النظامية أمس، غارات وقصفاً عنيفاً على مدينتي دوما وزملكا. وذكرت مصادر لوكالة أنباء «الأناضول» أن 9 مدنيين قتلوا في حرستا و3 في أوتايا و3 في كل من كفربطنا ومسرابا والنشابية، مشيرةً إلى أن النظام شنّ 53 غارة على حرستا منذ صباح أمس. ويعاني حوالى 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية، من ظروف إنسانية مأسوية، نتيجة حصار القوات النظامية المنطقة وقصفها المتواصل لها. وشدّد النظام حصاره الغوطة منذ أشهر، ما قطع وصول الأدوية والمواد الغذائية إلى المنطقة. كما يأتي تصعيد العمليات العسكرية غداة إجلاء 29 مريضاً منها الخميس، بعد مناشدات دولية واسعة للسماح بإخراج حوالى 500 حالة بحاجة لإخلاء فوري من المنطقة. في المقابل، أعلنت فصائل المعارضة سيطرتها أمس، على مستشفى «البشر» غرب إدارة المركبات العسكرية في حرستا في ريف دمشق، وأطبقت بالتالي الحصار على من تبقى من القوات النظامية داخل الإدارة وقطعت الطريق على إمدادات عسكرية لهم. وبدأت فصائل المعارضة عملية عسكرية في إدارة المركبات استكمالًا لمعاركها السابقة، وحققت تقدماً بالسيطرة على حي العجمي المجاور للإدارة. وقالت مصادر عسكرية من الغوطة لموقع «عنب بلدي» الإخباري إن فصائل المعارضة سيطرت على حي العجمي في حرستا والفرن الآلي وطريق حرستا- عربين، وقطعت طريق إمداد قوات النظام، إلا أن مصادر في المعارضة شددت على أن إدارة المركبات لم تحاصَر بعد في شكل كامل. وتوقف العمل في المستشفى قرب حرستا، منذ سيطرة المعارضة على مدينة دوما عام 2012. وتُعد الغوطة الشرقية آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق وهي محاصرة منذ عام 2013 وتتعرض بانتظام لقصف من النظام السوري. وأطلقت الأممالمتحدة قبل نحو شهر نداء لإجلاء 500 مريض حالتهم خطيرة، توفي 16 منهم على الأقل منذ ذلك الحين. وسيطرت الفصائل المعارضة على بلدات في الغوطة الشرقية عام 2012، وأطلقت منها في منتصف العام ذاته معركة دمشق. وتمكن المقاتلون المعارضون وقتها من السيطرة على أحياء عدة في العاصمة، إلا أن القوات النظامية استعادتها بعد أسبوعين. وانكفأت الفصائل المعارضة إلى أحياء في الأطراف وقرى وبلدات الغوطة الشرقية. وباتت الغوطة الشرقية مذاك معقل الفصائل المعارضة الأبرز قرب دمشق، وتحولت إلى مركز أساسي يطلق منه المقاتلون القذائف على العاصمة. وخلال سنوات طويلة، تعرضت الغوطة الشرقية لقصف مدفعي وجوي عنيف من قبل قوات النظام أودى بآلاف المدنيين وأسفر عن دمار كبير في الأبنية والبنى التحتية. ودفع عدم وصول المساعدات الإنسانية لأشهر طويلة إلى الغوطة سكانها إلى ابتكار طرق جديدة لتأمين حاجياتهم من الوقود المصنع من البلاستيك المحروق، أو الألواح الشمسية المتنقلة لضخ المياه.