هاجم متظاهرون من أبناء الطائفة الأرثوذكسية في فلسطين أمس، موكب البطريرك اليوناني ثيوفيلوس الثالث لدى دخوله مدينة بيت لحم من أجل إحياء الميلاد للطوائف الشرقية في كنيسة المهد، متهمينه بتسريب أملاك الكنيسة إلى جمعيات استيطانية. ومنعت الشرطة المتظاهرين من الوصول إلى البطريرك والاعتداء عليه، لكن عدداً منهم تمكّن من تحطيم نوافذ عدد من سيارات الموكب ورجم بعضها بالحجارة والنفايات والبيض. كما قاطع رؤساء بلديات بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا البطريرك ورفضوا استقباله كما هي العادة في عيد الميلاد كل عام. وقال رئيس بلدية بيت جالا نيقولا خميس، إن على المجمع الكنسي أن يعزل البطريرك ثيوفيلوس فوراً على خلفية جرائم تسريب الأراضي، موضحاً أن المواطنين ساخطون على البطريرك ولا يريدون رؤيته في الكنيسة. واعتصم عشرات من أبناء الطائفة الأرثوذكسية في الشارع الرئيس المؤدي إلى الكنيسة منذ ساعات الصباح الأولى لمنع البطريرك من دخول المدينة والوصول إلى الكنيسة، في وقت دفعت السلطة بعشرات رجال الشرطة من أجل حماية موكبه والسماح له بالمرور، ولكن المتظاهرين هتفوا لدى وصوله: «خائن خائن». وجاء الاعتصام بدعوة من المؤتمر المسيحي الأرثوذكسي والمؤسسات الأرثوذكسية التي طالبت بمقاطعة استقبال البطريرك وإقالته. وقال ناشطون في المؤتمر ل «الحياة» إنهم جمعوا وثائق تؤكد وقوف ثيوفيلوس وراء عدد من صفقات بيع أوقاف الكنيسة أو تأجيرها لمؤسسات وجمعيات استيطانية، بينها ما عرف باسم «صفقة باب الخليل» التي شملت بيع فندقَي البتراء والإمبيريال في القدسالمحتلة وعدد من المحال التجارية التابعة لها للجمعيات الاستيطانية، إضافة إلى عقارات عدة داخل البلدة القديمة في القدس، وأراض في أنحاء مختلفة من البلاد، بينها صفقة شملت 500 دونم في أحياء الطالبية والمصلبة وشارع الملك داوود ومحيط حديقة الجرس. وقدم أكثر من 300 شخصية أرثوذكسية العام الماضي شكوى رسمية ضد البطريرك ثيوفيلوس لدى النائب العام الفلسطيني على هذه الخلفية. بالتزامن، طالبت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، أهالي بيت لحم بعزل البطريرك «المجرم» واعتبار مدينة المهد «محرّمة» عليه، ودانت «الوقاحة التي تدفع البطريرك المتآمر على المسيحية ثيوفيلوس، للتوجه إلى مدينة بيت لحم السلام ونيته إقامة قداس الميلاد للطوائف الأرثوذكسية». وأكدت اللجنة في بيان: «في ظل الظروف التي نعيش من تهويد وسلب للقدس، قدس العروبة والمحبة، وما تشهده من بيع وتسريب وسرقة خيراتنا وأراضينا، لا مكان لخائن في مدينة بيت لحم السلام». ودعت الجميع إلى «مقاطعته»، مشيرة إلى أن الصفقات تمت «بينما يخوض شعبنا انتفاضة شعبية دفاعاً عن عروبة القدس، عاصمة الشعب الفلسطيني، وحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية». واعتبرت أن هذه الصفقات «ترقى إلى درجة الخيانة العظمى للمسيحية السمحة، والكنيسة الشرقية على وجه الخصوص، وللشعب الفلسطيني وقضيته ومستقبل الأجيال المقبلة».