تظاهر المئات من فلسطينيي 48 ظهر السبت في مدينة حيفا، ضد تسريب الأوقاف الأرثوذوكسية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي. ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تطالب بعزل البطريك ثيوفيلوس، و «يسقط نظام القمع والاستبداد الذي يتبعه ثيوفيلوس وزبانيته». وهتف المتظاهرون «يا للعار يا للعار يا عبيد الدولار»، مطالبين «بعزل البطرك ثيوفيلوس، وعزل المجمع الأرثوذكسي». وكان المركز المحلي الأرثوذكسي والمؤتمر الأرثوذكسي قد وجها دعوة للمشاركة في التظاهرة، للتنديد «بصفقات تسريب أراض وعقارات في مدينة القدسالمحتلة وعموماً، لمصلحة جهات استيطانية». وكانت وثائق قد كشفت أن البطريركية الأرثوذكسية اليونانية، تحت قيادة البطريرك الحالي ثيوفيلوس الثالث، باعت ستة دونمات في منطقة دوار الساعة في يافا، وتشمل عشرات الحوانيت، مقابل مبلغ 1.5 مليون دولار فقط، و430 دونماً في قيسارية، تشمل أجزاء كبيرة من الحديقة الأثرية والمدرج الروماني، مقابل مليون دولار فقط. وكانت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية كشفت قبل ايام عن ثلاث صفقات جديدة أبرمتها البطريركية لبيع أملاك تابعة لها في القدسالمحتلة بأسعار منخفضة على نحو يثير تساؤلات حول الدوافع، تماماً كما حصل في ثلاث صفقات مماثلة تم الكشف عنها قبل شهر. ويأتي الكشف في أوج حملة دولية يقوم بها البطريرك اليوناني للكنيسة الأرثوذكسية ثيوفيلوس الثالث شملت لقاءات مع بابا الفاتيكان والعاهل الأردني ورئيس الحكومة الفلسطينية، أوضح فيها أن البطريركية «تتعرض لضغوط من سياسيين إسرائيليين يهددون البطريركية بمصادرة أراضٍ تابعة لها»، وأن جمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية التي تعمل على تهويد البلدة القديمة في القدس العربية المحتلة لا تكف عن شراء أملاك فلسطينية. وتأتي هذه الجولة رداً على حملة يقوم بها أبناء الكنيسة الأرثوذكسية من الفلسطينيين الذين يتهمون البطريرك بالتفريط بأملاك ليست له وبثمن بخس. وكشفت الصحيفة أن البطريركية، التي تملك مساحات واسعة من الأراضي في القدس والساحل والجليل، وافقت على بيع مبنى مكاتب من ثلاثة طبقات في أحد أفخم شوارع القدس لشركة مجهولة بمبلغ زهيد (840 ألف دولار)، ومبنى آخر محاذٍ من ست طبقات يشمل مواقف سيارات ومباني سكنية فخمة بمليونين ونصف المليون دولار فقط، وأرضاً بمساحة 2300 متر مربع بمبلغ 350 الأف دولار فقط. واعتبرت الصحيفة المبالغ «سخيفة» لأن الحديث يدور عن أغلى المناطق السكنية في القدس. وكانت الصحيفة كشفت الشهر الماضي عن قيام البطريركية ببيع أملاك لها في القدس ويافا وقيساريا بأسعار منخفضة في شكل مستهجن.