لا تزال أصداء تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقطع المساعدات المخصصة لفلسطين تثير اهتمام الأوساط الإسرائيلية، وهو ما أثار انقساماً داخل حكومة بنيامين نتانياهو في شأن نجاعة القرار في حال اتخاذه. ومن المفترض أن يكون البيت الأبيض ناقش مساء أمس، تقليص المساعدات المقدمة إلى السلطة، بعد أيام من التهديدات التي أطلقها ترامب وسفيرة بلاده لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول بارز في البيت الأبيض قوله إنه سيتم فحص موازنة المساعدات المقدمة إلى السلطة بسبب مواقفها الأخيرة، (التي أعقبت الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»)، لكن المسؤول استبعد أن تؤدي المناقشات إلى «قرارات في المدى الزمني المباشر». تزامناً، كشفت القناة الثانية العبرية، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعارض موقف الرئيس الأميركي بتقليص الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، والذي امتدحه وشجعه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. ولفتت الوزارة إلى أن هذا التقليص سيؤدي إلى تفاقم أزمة إنسانية في قطاع غزة، وذلك ليس في مصلحة إسرائيل. وشنّ وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت هجوماً على أونروا، واصفاً إياها بالمنظمة التي تدعم الإرهاب وتكرس «الوضع السيئ» لسكان غزة تحت وطأة نظام «حماس». وانتقد بينيت معارضة الخارجية الإسرائيلية لتهديدات ترامب بإلغاء المساعدات المالية للأونروا إذا رفض الفلسطينيون العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل. وتوقّع بينيت أن تدعم جميع الهيئات الحكومية الإسرائيلية قراراً يقضي بتقليص موازنة «منظمة تشغل إرهابيين حمساويين وتخبئ صواريخ داخل مدارسها». في المقابل، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الآغا، إلى عقد اجتماع طارئ للجنة الاستشارية للأونروا للبحث في التهديدات الأميركية وإيجاد آليات وبدائل لمواجهتها بما يحافظ على استمرارية عمل وكالة الغوث في تقديم خدماتها. وشدد الآغا في بيان على ضرورة أن تتحمل هيئة الأممالمتحدة مسؤولياتها تجاه الأونروا والخطر الذي يهددها، من خلال تخصيص موازنة ثابتة لها من الموازنة العامة لهيئة الأممالمتحدة. ورفض الآغا التهديدات الأميركية وارتهان موازنة وكالة الغوث لمزاج المانحين واشتراطاتهم، مؤكداً أن الأونروا «خط أحمر نرفض المساس بها ويجب أن تستمر بعملها وتقدم خدماتها طالما لم يوجد حل سياسي لقضية اللاجئين يقضي بعودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948». وقال إن دائرة شؤون اللاجئين باشرت اتصالات مع الدول العربية المضيفة ومع الأطراف المعنية لمواجهة التهديدات الأميركية والتباحث في وضع آلية للتحرك. وأوضح أن وكالة الغوث تقدم خدماتها لحوالى خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها كافة، وأن الولاياتالمتحدة من أكبر المانحين لموازنتها، لافتا إلى أن توقف المساعدات سيشكل خطراً على عمل الوكالة، وخصوصاً لأنها تعاني عجزاً».