قال عصام ممازحاً صديقاً له عندما سأله عن رأيه في اتفاق المصالحة الفلسطينية: «أجلس منذ أيام وفي يدي موبايلي (هاتفي النقال)، فيما زوجتي تضع الهاتف الثابت أمامها، في انتظار أن يتصل أحد ما، لكن ذلك لم يحصل». انفجر ياسر ضاحكاً عندما فهم مغزى الكلام الذي جاء تعبيراً ساخراً عن حال يمر بها قطاع غزة، ويطلق عليها «الغزيون» وصف «مرحلة الاستوزار أو المستوزرين»، أي المتلهفين أن يكونوا وزراء في الحكومة العتيدة المقبلة. وكتب أحدهم على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أمس مستهزئاً من هذه الحال: «واللهِ بَفَكَّر أفتح مركز تدريب لمن يريد أن يكون رئيس حكومة أو وزيراً في حكومة التوافق الوطني وما بعدها من حكومات. وعلى من يرغب في ذلك، فليسجل اسمه على هذه الصفحة، أو يرسل رسالة عليها، أو على جوالي». وعلق أحد الأصدقاء متسائلاً إن كانت الوظفية على «مشاريع (موقتة) أم دائمة؟»، وجاء الرد أن الوظيفة عبارة عن «مشروع مموَّل من الدول العربية والإسلامية مدته سنة واحدة»، في إشارة الى الفترة الزمنية المتوافَق عليها لعمر حكومة التوافق الوطني. وأضاف ثالث: «أعتذر، طلعتلي وظيفة رئيس في اليابان لمدة ثلاثة أشهر»، فيما قال رابع إنه «أول من سجل لدورة تدريبية لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية». وتساءل آخر إن كان هناك «تدريب لمنصب الرئيس، لأن رئيس حكومة أو وزير أقل من طموحي شويتين». ووُلدت هذه الظاهرة قبل التوقيع النهائي على اتفاق المصالحة في القاهرة والاحتفال بتوقيعه أول من أمس، وفتْح باب «بازار» تولي المناصب في المرحلة المقبلة، خصوصاً منصب رئيس حكومة التوافق الوطني وعضويتها. وسرت إشاعات في قطاع غزة عن ترشيح فلان لمنصب رئيس الحكومة، وعِلاّن لمنصب الوزارة الفلانية والعلانية. وقال مطّلعون إن «بعض الشخصيات المستوزرة سرّب اسمه من خلال مقربين منه الى وسائل اعلام محلية كمرشح محتمل». ويتم حالياً في أوساط النخب الحزبية والسياسية والمجتمع المدني تداوُل عدد من الأسماء لمناصب وزارية، خصوصاً من المستقلين أو غير الحزبيين. وعلى رغم أن لدى كل فصيل، وفي مقدمه «فتح» و «حماس»، قائمتين للمرشحين، إحداها لمنصب رئيس الوزراء والثانية للوزراء، إلا أنه لم يتم حتى الآن التوافق على أي منها. ونسبت وكالة «صفا» المحلية للأنباء الى مصادر فلسطينية مطلعة قولها، إن «فتح رشحت أسماء عدة لتولي رئاسة حكومة الوحدة، منها النائب زياد أبو عمرو (غزة)، ورجل الأعمال منيب المصري (نابلس)، والمحامي عبد الكريم شبير (غزة)، وهو مرشح سابق لانتخابات الرئاسة الفلسطينية لم يحالفه الحظ». وأضافت أن «حماس رشحت (رئيس مجلس أمناء الجامعة الاسلامية) النائب المستقل جمال الخضري، ورئيس الجامعة الإسلامية الدكتور كمالين شعث، ورئيس الجامعة الإسلامية السابق الدكتور محمد شبير». وعلمت «الحياة» أن الأسماء الستة طُرحت خلال اللقاء الذي جمع الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في القاهرة أول من أمس.