واشنطن - «نشرة واشنطن» - تحالفت وكالتا «الطيران والفضاء الأميركية» (ناسا) و «الأميركية للتنمية الدولية» في شراكة، لمواجهة التحديات الإنمائية العالمية كالأمن الغذائي وتغير المناخ والطاقة والمياه والإدارة البيئية. وقال المدير الإداري ل «ناسا» تشارلز بولدن في حديث أدلى به قبل التوقيع على اتفاق الشراكة الجديدة مع المدير الإداري لوكالة «التنمية الدولية» راجيف شاه الأسبوع الماضي: «عملت التقنيات الخاصة بمهمات ناسا لوقت طويل على تحسين ظروف الحياة على الأرض. وسنتصدى جنباً إلى جنب مع وكالة التنمية الدولية لمواجهة مزيد من التحديات الإنمائية على أرض الواقع، من أجل حلّ المشكلات التي تواجه المجتمع العالمي». ووفقاً للإعلان المشترك الصادر عن الوكالتين في 25 نيسان (أبريل) الماضي، فإن مذكرة التفاهم التي سيستمر العمل بمقتضاها خمس سنوات والتي وُقعت في مقر وكالة «ناسا» في واشنطن، تضفي طابعاً رسمياً على التعاون الجاري بين الوكالتين، والذي يستخدم البيانات العلمية عن الأرض لمواجهة التحديات الإنمائية والمساعدة في التخفيف من آثار الكوارث والاستجابة الإنسانية لحالات الكوارث. وأكد الإعلان أيضاً أن «الاتفاق يشجع ناسا ووكالة التنمية على اعتماد التقنيات الجغرافية الفضائية واستخدامها، لحل مشكلات التنمية التي تؤثر في الولاياتالمتحدة، فضلاً عن البلدان النامية»، مشيراً إلى «أنهما ستقومان أيضاً باستخدام البحوث والنماذج الحاسوبية وتطبيقات الاستبصار وتقنيات الاستشعار من بعد، من أجل إيجاد حلول علمية وتكنولوجية مبتكرة للمشكلات المختلفة على صعيد التنمية الدولية». وتابع شاه: «من خلال شراكتنا مع وكالة ناسا، يمكننا تطبيق أحدث التكنولوجيات المتطورة لإحراز نتائج ذات جدوى تفيد الناس في البلدان النامية في مجالات مثل الصحة والأمن الغذائي والمياه. ويعد ذلك مثالاً رئيساً على الجهود التي نبذلها لاستخدام قوة العلم والتكنولوجيا في مواجهة التحديات الراهنة الملحة في مجال التنمية». يذكر أن وكالة «التنمية الدولية» هي الوكالة الفيديرالية الرائدة في مجال التنمية، والمسؤولة عن تنفيذ جهود التنمية الأميركية من خلال برامج ومشاريع ميدانية في كل أنحاء العالم. ولدى «ناسا» خبرة واسعة في أبحاث علوم الأرض، وتطوير منتجات المعلومات العلمية والتطبيقات التكنولوجية الخاصة بكوكب الأرض. وعملت الوكالتان معاً منذ العام 2003 في بناء برنامج نظام الرصد الإقليمي وتوسيعه، والمعروف ببرنامج «سرفير» الذي يسمح للناس في المناطق النامية باستخدام برامج رصد الأرض لمواجهة التحديات في مجالات الزراعة والحفاظ على التنوع الإحيائي وتغير المناخ والاستجابة للكوارث والتنبؤ بالطقس والطاقة وقضايا الصحة. ويقوم برنامج «سرفير» بدمج البيانات التي ترصد من طريق الأقمار الاصطناعية مع البيانات المستقاة من مواقع الأحداث على الأرض وأنماط التنبؤ، بغية رصد التغيرات البيئية والتنبؤ بها وتحسين طرق الاستجابة للكوارث الطبيعية في أميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي وشرق أفريقيا ومنطقة جبال هيمالايا في آسيا. وتتعاون الوكالتان جنباً إلى جنب مع وزارة الخارجية الأميركية وشركة «نايكي» للألبسة والأحذية الرياضية ومقرها الولاياتالمتحدة، في برنامج «لانش» (الإطلاق)، الذي يدعم المبدعين في مجالي العلم والتكنولوجيا في القطاع الخاص والقطاعات غير الربحية. ويسعى البرنامج إلى متابعة هذه القضايا ومواصلة تطويرها، من طريق تحديد الأساليب المبتكرة وعرضها ودعمها لمواجهة التحديات العالمية من خلال سلسلة من المنتديات. من ناحية أخرى، قام قادة الوكالتين بتسليط الضوء على عملهم المشترك في شأن البرنامج العالمي للتعلم والرصد لمصلحة البيئة، والمعروف ببرنامج «غلوب»، مؤكدين أهمية تعليم الجيل المقبل من القادة الدوليين وتثقيفهم. ويذكر ان «غلوب» هو برنامج عالمي للمراحل المدرسية الابتدائية والثانوية تموّله وكالات أميركية عدة لتعزيز العلوم والتكنولوجيا والهندسة وتعليم الرياضيات.