لم يتبقَّ سوى خمس سنوات على التاريخ الذي حددته الأممالمتحدة لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية. لذا اعتبر البنك الدولي في تقرير أن واضعي السياسات «يدركون جيداً أن بلداناً قليلة يمكنها أن تأمل في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، من دون أن تتوافر لديها قدرات مهنية علمية وهندسية وفنية على التعامل مع القضايا الإنمائية الملحة، مثل الأمن الغذائي، والطاقة الأنظف، والتكيف مع تغير المناخ، وتحسين أنظمة الرعاية الصحية، وتوفير إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي، وتوليد الثروات وإيجاد فرص عمل، والحد من الفقر المدقع». واستبعد في التقرير المنشور على موقع البنك الإلكتروني، «توافر حلول مستدامة لأي من هذه المشاكل، إذا لم تنمِّ البلدان المعنية قدراتها على إيجاد التكنولوجيات المناسبة وتطورها، وتعدلها لتصلح للاستخدام المحلي». وأشار منسق العلوم والتكنولوجيا والابتكار لدى البنك الدولي آل واتكنز، إلى أن البلدان النامية «لا يمكنها الأمل في الازدهار، وسط اقتصاد عالمي يزداد تنافساً، ونظام تجاري مفتوح إذا لم تطوّر القدرات العلمية والتكنولوجية، والهندسية والمهنية - الفنية، وروح الابتكار الحر لإنتاج مزيد من السلع والخدمات ذات القيمة المضافة». البلدان تتجاوز وكالات التنمية ولاحظ البنك الدولي إجماعاً على أن «الحصول على علوم وتكنولوجيا أفضل هو مطلب حيوي، لكن سأل واتكنز وآخرون من خبراء البنك خلال المنتدى العالمي الذي نظمه البنك، عن الدور الذي ينبغي على البنك الاضطلاع به في هذه العملية، إذ لا يملك فرقاً من المهندسين والعلماء المدربين بين موظفيه لمساعدة البلدان على بناء قدراتها الخاصة». ولفت إلى أن دولاً نامية كثيرة «تتجاوز وكالات التنمية الرسمية وتعزز قدراتها في مجال الأبحاث، بالدخول في شراكة مباشرة مع الجامعات والمؤسسات الخاصة ومراكز الفكر الاستراتيجي، ومؤسسات البحث». وافترض أن لوكالات التنمية «دوراً مساعداً في تسهيل بعض هذه الشراكات وتمويلها، لكن لم تكن حتى الآن شريكاً مباشراً في أي منها». وذكّر المدير المنتدب للتنمية البشرية لدى البنك الدولي غرام ويلر، المشاركين في المنتدى العالمي بأن «الأمر استغرق 40 سنة لبلوغ سوق مستخدمي الراديو 50 مليون شخص، و13 سنة بالنسبة إلى التلفزيون، و5 للإنترنت، واثنتين فقط ل «فيس بوك»، وأقرّ بطبيعة الأفكار التي لا تهدأ وتدفق المعلومات وارتباطها بتعزيز الرخاء». واعتبر ويلر أن «أثر التنمية لدينا يتوقف على قدرتنا على نقل الابتكارات التي تنضج في أنحاء العالم، للعثور على سبل أفضل لممارسة نشاطات الأعمال، بما فيها منتجات الإقراض الأفضل وإدارة الأخطار، ومساعدات فنية أكثر ذكاء ومعرفة أحدث». ومع وجود مشاركين كبار في المنتدى العالمي مثل وزير الاتصالات والعلوم والتكنولوجيا في تنزانيا، بيتر ميسولا، والحائز على جائزة نوبل، مستشار البيت الأبيض للعلوم هارولد فيرموس، ، والمستشار السابق للعلوم لدى الحكومة اليابانية البروفيسور كيوشي كوروكاوا، ورئيس التحالف العالمي للبحوث رامش ماشيلكار، لا عجب في أن تأتي الأفكار الواعدة حول انخراط البنك مستقبلاً في العلوم والتكنولوجيا والتنمية من كل أنحاء العالم. اقتراح بتشكيل هيئة عالمية للعلوم واقترح مستشار البيت الأبيض للعلوم هارولد فيرموس المشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي، أن يؤازر البنك «إنشاء هيئة واسعة عالمية للعلوم على غرار كتائب السلام العالمية، لتنشر أعداداً كبيرة من أساتذة العلوم والهندسة والباحثين من بلدان ذات قدرات علمية واسعة، لتطوير بلدان على فترات تبدأ من سنة وأكثر». ولفت البنك الدولي في تقريره، إلى طرح أفكار أخرى، تقترح «برنامجاً لنقل التكنولوجيا يمكن أن يساعد البلدان النامية على العثور على التكنولوجيا المبتكرة في الخارج، وترخيصها أو نقلها إلى بلدانهم. ويمكن البلدان أن تجعل التكنولوجيا الجديدة متاحة للباحثين المحليين الذين يمكنهم أن يطوعوها للاستخدام المحلي، ثم تنقل إلى المشاريع المحلية الصغيرة والمتوسطة». ورأى «ان الشراكة بين البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية، وجماعات التكنولوجيا الأميركية والأوروبية، يمكنها أن تفعل الكثير لمساعدة زبائنها من البلدان النامية على بناء المؤسسات والمهارات المطلوبة لتنظيم عمليات نقل هذه التكنولوجيا وإدارتها».