واشنطن - «نشرة واشنطن» - أطلقت «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» و «المؤسسة القومية للعلوم» الأميركية مشروعاً جديداً لإقامة شراكات مع مؤسسات في العالم النامي لإيجاد حلول لمشاكل التنمية، بالتزامن مع متابعة مهمتيهما الأساسيتين، وهما توفير مساعدات خارجية ودعم العلوم والبحوث في الولاياتالمتحدة. وأعلن المستشار العلمي في البيت الأبيض جون هولدرين في مؤتمر صحافي تناول الشراكة المستحدثة التي حملت عنوان «الشراكات من أجل تعزيز المشاركة في البحوث» ان «مجموعة المؤسسات العلمية الأميركية تستفيد من شراكات دولية أكثر فعالية ومن زيادة الوعي بكيفية استخدام البحوث لمعالجة تحديات التنمية العالمية، كما ان شركاءنا الأجانب ينتفعون من خبرات المجموعة العلمية الأميركية وحماستها». وأفاد مدير «المؤسسة القومية للعلوم» سوبرا سوريش بأن الشراكة ستزداد أهمية في الوقت الذي تتجاوز فيه أسوأ مشاكل العالم الحدود الجغرافية للدول، إذ هي عالمية النطاق، منها انحسار مصادر المياه النظيفة وتداعيات تغيرات المناخ وأخطار الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل وموجات التسونامي و «الأمن الغذائي». وأضاف أن «هذه المشاكل المعقدة لا يمكن معالجتها بنجاعة بمعزل من مجهود دولي تضامني». وأوضح أن أوجه التعاون هذه ستساعد في تعزيز المواهب العلمية في دول أخرى وتأسيس بنى تحتية للعلوم التي تعاني من الضعف، وغرس قيَم التعاون والتنافس التي من شأنها أن تمكن النشاطات العلمية من أن تتجاوز الحدود السياسية والجغرافية للدول. وكشف النقاب عن هذه الشراكة الدولية في قاعة جمعت وجوهاً بارزة من ذوي مواهب فذّة من مؤسسات ووكالات علمية وتكنولوجية مرموقة. وعوضاً من تعريف التنمية ك «انتقال للموارد والمواد الخام من بلد غني إلى آخر فقير»، حض مدير «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» راجيف شاه المشاركين على «التفكير في التنمية كعملية يمكن عبرها إنشاء شراكات علمية وفنيّة، كسبيل لمساعدة البلدان على تطوير طاقاتها الخاصة لحل مشاكل متصلة بالصحّة والبيئة والاقتصاد التي يعاني منها مواطنوها»، إذ يشكل استخدام هذه الأدوات العلمية أولوية سياسية لحكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وأوضح أن «تاريخ محاولات التنمية العالمية يتميز بمشاريع أخفقت في أن تَأخذ في الحساب قدرات السكان المراد مساعدتهم إلى جانب مستوى مهاراتهم ومواردهم في المدى البعيد». وتطرّق شاه إلى ابتكار محلول علاج الجفاف بواسطة أملاح بسيطة، الذي يُعطى بالفم لإعادة السوائل إلى جسد الإنسان بعد فقدانه لها منعاً لوفيات الأطفال والصغار نتيجة للإسهال، ويمكن للأم أن تعطيها لولدها في المنزل. واستطرد شاه قائلاً إنه «باستنباط محلول علاج الجفاف بواسطة الفم، فإن الوكالة وشركاءها لم يساعدوا فقط في تبديل التفكير بما هو ممكن، بل سلّحت الأمهات، عوضاً من الأطباء، بالقدرة على إنقاذ أرواح الأبناء، ما أنقذ أرواح ملايين الأطفال في إحدى أنجح إنجازات التنمية العالمية. وأضاف أن هذا الإنجاز يوضح أن التقدم التكنولوجي أو العلمي لا يشكل أفضل الحلول دائماً، فالاختراقات الهائلة التي نرجو أن تتمخض من مشروع «الشراكات من أجل تعزيز المشاركة في البحوث» صممت كي تتعاطى مع مشاكل يبدو أنه يتعذّر حلها، كي تسلّح الناس بالقوة والأدوات والقدرات على حل مشاكلهم بأنفسهم». وتابع ان هذا البرنامج قائم على أساس ستة مشاريع تجريبية تنفذها الوكالة و»المؤسسة القومية للعلوم» في أفريقيا وجنوب آسيا، وأوفد باحثين أميركيين في فرق تعمل مع السكان المحليين، تعاونوا في تحليل مشاكل محددة في مجال البيئة متصلة بالموارد الطبيعية، وهم يعملون سويّة من أجل إيجاد حلول طويلة الأجل.