أطلقت بلجيكا أمس، حملة واسعة لتوقيف مشتبه بتنفيذه هجوم على المتحف اليهودي في العاصمة السبت، ما أسفر عن مقتل إسرائيليَّين وفرنسية وإصابة بلجيكي بجروح خطرة. ورجّحت اني فان فيمرش، نائب المدعي العام في بروكسيل، أن يكون منفذ الهجوم رجلاً «تصرّف بمفرده وكان مسلحاً وأعدّ له في شكل جيد». وأضافت إن «كل الفرضيات تبقى مفتوحة»، مستدركة أن القضاء لا يمكنه تأكيد هل كان «عملاً إرهابياً أو معادياً للسامية». وأشارت إلى أن الشرطة ستنشر صوراً التقطتها كاميرات مراقبة، مضيفة: «الصور حُلّلت، وندعو المواطنين إلى التعاون لتحديد هوية المهاجم». ولفتت إلى أن الجاني أطلق الرصاص على وجه ضحاياه وأعناقهم. وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكيت التي تفقّدت مكان الهجوم في حي سابلون السياحي المعروف بمحال بيع القطع الأثرية والشوكولا، رأت أن استهداف المتحف اليهودي يوحي ب»دوافع قوية لافتراض» أن الاعتداء هجوم معاد للسامية. وأعلنت تعزيز التدابير الأمنية في محيط الأماكن التي يرتادها يهود، علماً أن ثمة 40 ألف يهودي في بلجيكا، يعيش نصفهم في بروكسيل. ولم يُسجل أي هجوم على اليهود في بلجيكا منذ عام 1980. وتبحث الشرطة عن شخص التقطت أجهزة المراقبة صوراً له وهو يغادر المتحف سيراً على الأقدام، بعد إطلاق النار، علماً أن إدارة المتحف أعلنت أن مسلحاً دخل مقرّها مطلقاً النار على سائحين عند المدخل، ثم قتل موظف الاستقبال. واعتُقل شخص كان غادر مكان الهجوم بسيارة، لكن النيابة أعلنت أنه بات يُعتبر شاهداً، اثر وصفه أولاً بأنه «مشبوه». وأكد رئيس الوزراء البلجيكي إليو دي ريبو أن مواطنيه «يبقون موحدين ومتضامنين، في مواجهة هذا الهجوم المشين»، مضيفاً أن «الحكومة تعبّر عن دعمها الكامل للطائفة اليهودية في بلدنا، وتُبذل كل الجهود لتحديد الفاعلين واعتقالهم». أما وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز فاعتبر «طبيعياً التفكير» في قضية محمد مراح الفرنسي - الجزائري الذي قتل 4 يهود، بينهم 3 أطفال، و3 عسكريين في تولوز جنوب غربي فرنسا عام 2012. وأعلنت الخارجية الإسرائيلية أن سائحَين إسرائيليَّين «هما زوجان في الخمسينات من عمرهما ويقيمان في تل أبيب»، قُتلا في الهجوم. وقال ناطق باسم الوزارة: «نثق بالسلطات البلجيكية والنظام القضائي والشرطة، لإلقاء الضوء على هذه الجريمة المروعة». واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن «هذا العمل الإجرامي هو نتيجة لتحريض مستمر على الكراهية ضد اليهود ودولتهم»، فيما انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان حملات «التحريض المعادية لإسرائيل والمعادية للسامية». وتابع إن «ما يُسمى النشاطات المؤيدة للفلسطينيين التي تدعو إلى مقاطعة البضائع اليهودية وتتصرّف بعدوانية تجاه الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، هي محض عداء للسامية وليست جزءاً من نزاع سياسي مشروع على أراض». فرنسا وبعد ساعات على هجوم بروكسيل، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينوف تعرّض يهوديَّين لاعتداء، فيما كانا يغادران كنيساً في كريتاي، جنوب شرقي باريس. وأمر الشرطة في جميع أنحاء البلاد بتعزيز تدابير الأمن في كنس اليهود ومؤسساتهم. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وصف هجوم بروكسيل بأنه «مجزرة فظيعة»، معرباً عن «تضامن فرنسا الكامل مع الشعب البلجيكي في هذه المحنة».