كشف رئيس مجلس الأعمال السعودي - المصري الدكتور عبدالله دحلان، عن اعتداءات محدودة على استثمارات وأملاك سعودية في مصر ممن وصفهم ب«البلطجية»، غير أنه اعتبر تلك الاعتداءات «حالات فردية»، ولا ترقى إلى مستوى الظاهرة التي تقلق المستثمرين السعوديين.وقال دحلان ل «الحياة»، إن ذلك لا يعني «أننا لا نتوقع أن تكون هناك اعتداءات، ونتطلع لأن تقوم الحكومة المصرية بتكثيف عمليات الحماية والأمن للاستثمارات الأجنبية عموماً والاستثمارات السعودية خصوصاً، لأن ذلك يعيد الثقة للمستثمرين السعوديين في مصر، وضمان استمرارهم في مشاريعهم». وشدد على أن أي ضرر يقع على الاستثمارات الأجنبية في مصر سيكون له تأثيره السلبي في نفسيات كل المستثمرين العاملين في مصر، وليس على المستثمرين السعوديين فقط، معرباً عن اعتقاده بأن المسؤولين المصريين حريصون على هذا الأمر ويتفهمون هذا الموضوع جيداً. واعتبر أن وجود بعض الاعتداءات على المشاريع السعودية في مصر يمثل خطراً على المشاريع المصرية أولاً قبل الاستثمارات الأجنبية والسعودية، مطالباً ب«تكثيف وجود الأمن لحماية الممتلكات المصرية والسعودية، لأن هناك قلقاً من الناحية الأمنية وبخاصة حماية الأشخاص». وعلى رغم ذلك أكد دحلان أن الاستثمارات السعودية في مصر في مأمن، وتحرص الحكومة المصرية على تأمين هذه الاستثمارات وعدم التعدي عليها، وحصلنا على رسائل عدة من مسؤولين مصريين تؤكد حرصهم على هذه الاستثمارات، وتأكيدهم أنها في مأمن عن أي أيادٍ تسهم في تخريبها. وأشار إلى أن رئيس الوزراء المصري المهندس عصام شرف حريص كل الحرص على الاستثمارات الأجنبية، وسيزور السعودية خلال الأسبوع الجاري، لطمأنة المستثمرين السعوديين على الأوضاع في مصر وحرصهم على حماية تلك الاستثمارات. وأضاف أن مصر في أمسّ الحاجة إلى بقاء هذه الاستثمارات والبحث عن استثمارات جديدة ، ووزير المالية المصري الدكتور سمير رضوان من أكثر الوزراء حرصاً على بقاء هذه الاستثمارات، وأكد في اجتماع عقد أخيراً بحضور رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل أن الوزارات بصفة كاملة والحكومة المصرية حريصة على ضمان الاستثمارات السعودية والأجنبية في مصر. وأوضح أن غالبية الاستثمارات السعودية في مصر تتركز في قطاع السياحة سواء فنادق أم مشاريع سياحية أم تطوير عمراني، مؤكداً أن هذه المشاريع السياحية تأثرت بشكل كبير جداً من جراء الأحداث الأخيرة في مصر من ناحية التشغيل، وتوقع أن يستمر هذا التأثير لفترة زمنية قد تصل إلى عامين من تشكيل الحكومة المصرية الجديدة بعد الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها والتي ستعطي السائح الأجنبي الثقة في الحضور إلى مصر. وطالب الحكومة المصرية في حال رغبتها إعادة الثقة للسائح الأجنبي بأن تكثف من دور الأجهزة الأمنية في حماية السياح وحماية الأجانب، لأن هذا مطلب ملحٌّ. وبشأن حجم خسائر المستثمرين السعوديين في مصر بعد الأحداث الأخيرة، قال دحلان: «لا يوجد لدي معلومات دقيقة في هذا الاطار، ونحن نتمنى من الحكومة المصرية أن تحرص على ترسيخ الأمن وحماية الممتلكات والمستثمرين والسياح». من جهته، رأى أحد رجل الأعمال السعوديين المستثمرين في مصر (رفض ذكر اسمه) أن الأوضاع الحالية في مصر تقلق جمع المستثمرين السعوديين، خصوصاً أنه لا يوجد أفق أو توقع حول موعد عودة الأمور إلى طبيعتها. واعتبر أن بعض الأحداث التي تم تسجيلها بالاعتداء على مشاريع سعودية أو مواطنين سعوديين يزيد من تعقيد الأمور، مشيراً إلى أن تكرار مثل هذه الحوادث سيزيد من مخاوف السعوديين في العودة إلى متابعة مشاريعهم، وبخاصة أن غالبيتها توقف عن العمل نتيجة الأحداث الأخيرة. وتقدر الاستثمارات السعودية في مصر بنحو 30 بليون جنيه مصري (20 بليون ريال)، وهو ما يجعل السعودية أحد أكبر الشركاء التجاريين لمصر. ويتجاوز عدد رجال الأعمال المعروفين المستثمرين في مصر 200 رجل أعمال، فيما يُتوقع أن يكون هناك العديد من رجال الأعمال السعوديين غير المعروفين.