أبدى مستثمرون سعوديون قلقهم على استثماراتهم في مصر، بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد حالياً، مشيرين إلى أن حجم الاستثمارات السعودية في مصر يبلغ 30 بليون جنيه مصري (20 بليون ريال او 5.5 بليون دولار). وأشاروا في تصريح إلى «الحياة» الى إن معظم هذه المشاريع مموّلة من بنوك، وأي تعطل في هذه الاستثمارات أو تأخر نموها، سيؤثر سلباً في تسديد أقساط الديون. ونقلا عن (الحياة اللندنية) أوضح رئيس مجلس الأعمال السعودي - المصري عبدالله دحلان، أن «الوضع في مصر حالياً يقلق جميع رجال الأعمال السعوديين والعرب، إضافة إلى المواطنين، فمصر دولة كبيرة، ولها دور اقتصادي وسياسي مؤثر في المنطقة»، مشيراً إلى أن «رجال الأعمال السعوديين يستثمرون في مصر منذ أكثر من 25 سنة، تم خلالها بناء علاقات استثمارية واقتصادية، وذلك نتيجة للعلاقات المميزة بين الجانبين». ونفى «انسحاب رجال أعمال سعوديين من السوق المصرية»، مشيراً إلى أن «المستثمرين يراقبون الوضع وسيبدأون في إعادة ترتيبه عند استقرار الأوضاع». وأضاف: «الأوضاع التي تمر بها مصر حالياً تثير قلق جميع المستثمرين، سواءً سعوديين أو خليجيين»، موضحاً أن «السعودية تعتبر أكبر مستثمر في مصر، إذ تقدر استثمارات رجال الأعمال السعوديين بنحو 30 بليون جنيه مصري، ويعمل في هذه الاستثمارات ما يزيد على 100 ألف عامل مصري في مختلف المجالات، سواء كانت سياحية أو صناعية أو خدمية أو تجارية». وأكد دحلان أن «الاستثمارات السعودية في مصر تمثل جزءاً مهماً من الناتج القومي المصري، إضافة إلى تشغيل العمال المصريين، وخفض نسب البطالة والفقر»، داعياً الشعب المصري والحكومة الى «حماية الاستثمارات السعودية والأجنبية، لأن أي ضرر سيلحق بها سيؤثر سلباً، خصوصاً لجهة البطالة وعوائد الربحية، على قرار المستثمرين مستقبلاً بالاستمرار في الاستثمار في مصر أو الخروج منها أو الدخول في استثمارات جديدة». وطالب بتأكيدات من الحكومة المصرية حول الاستثمارات السعودية هناك. وأوضح أن «في مصر جالية سعودية كبيرة تتجاوز 600 ألف، وتمتلك عقارات ومزارع، كما أن هناك أكثر من مليون مصري مقيم في السعودية، وأي تأثير سلبي سيؤثر مباشرة في الجانبين، خصوصاً أن غالبية الجالية السعودية في مصر بدأت في الخروج إلى السعودية، ما سيؤثر في القوة الشرائية والسوق المصرية مباشرة». ولفت إلى أن «الأوضاع التي تعيشها مصر حالياً قد تؤثر في صادرات السعودية إلى السوق المصرية، والتي ترتبط بالكثير من الصناعات الموجودة في مجال البتروكيماويات، إضافة إلى حركة النقل المرتبطة بالعمرة. وكان متوقعاً أن يصل عدد المعتمرين المصريين إلى 500 ألف، ومع الوضع الحالي سيكون من الصعب وصولهم إلى الأراضي السعودية». وقال رجل الأعمال سعود العتيبي: «الأوضاع الحالية في مصر تقلق كل المستثمرين السعوديين، خصوصاً أن الاحداث لم يعرف بعد متى ستنتهي»، مشيراً إلى أن «نسب المبيعات والتسويق في المشاريع السعودية هناك انخفضت، وبعض المشاريع أوقف بسبب التظاهرات».