وسط قصف مدفعي وغارات جوية على المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ومواقع «داعش» في دير الزور سقط 57 قتيلاً أمس، في تصعيد وصفه ناشطون ب «يوم القصف»، تنطلق جولة جديدة من محادثات جنيف للسلام غداً، وذلك وسط آمال بالتوصل إلى تسوية سياسية في سورية، بعدما اتفقت فصائل المعارضة السورية للمرة الأولى على إرسال وفد موحد برئاسة نصر الحريري وثلاثة نواب هم جمال سليمان وخالد المحاميد وهنادي أبو عرب. وتأمل الأممالمتحدة بأن يشكل وجود وفد موحد للمعارضة، فرصة لإنجاح المفاوضات التي سبق أن أخفقت في التوصل إلى تسوية. ويتركز جدول الأعمال على «العناوين الأربعة»، وهي الانتخابات والدستور والحكم الانتقالي والإرهاب. ومع سعي روسيا والقوات النظامية إلى تعزيز الوضع على الأرض قبل بدء جنيف، شن الطيران الروسي غارات مكثفة أمس في دير الزور ضد «داعش». وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن 6 قاذفات استراتيجية تابعة لها، استهدفت مواقع وتجمعات وآليات تابعة لعناصر «داعش» في معاقلهم الأخيرة في دير الزور. وقتل 34 مدنياً بينهم 15 طفلاً أمس خلال قصف روسي استهدف قرية الشعفة، التي تقع بمحاذاة الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور، حيث تخوض القوات النظامية معارك أخيرة ضد «داعش». وأفاد رامي عبدالرحمن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القتلى ينتمون إلى «عائلتين أو ثلاث على الأكثر». وفي دمشق، أشار «المرصد السوري» إلى أن هجوماً مكثفاً تشنه القوات النظامية لانتزاع آخر معقل لعناصر المعارضة قرب دمشق أسفر عن سقوط 23 قتيلاً على الأقل أمس وإصابة عشرات. وذكر أن 127 شخصاً على الأقل بينهم 30 طفلاً قتلوا نتيجة الضربات الجوية والقصف، منذ بدأت القوات النظامية هجومها بدعم من الطيران الروسي قبل أسبوعين تقريباً، لانتزاع منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة. وقال شاهد من وكالة «رويترز» إن طائرات من دون طيار تحلق في السماء منذ صباح أمس، وإن طائرات حربية قصفت بلدتي مسرابا وحرستا بعنف. تزامناً، تُعقد في جنيف غداً جولة جديدة من مفاوضات السلام، التي تسعى إلى إيجاد حل دائم للنزاع السوري برعاية الأممالمتحدة. وأشار المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى «تقدم تدريجي»، معرباً عن الأمل بأن تشكل الجولة الجديدة أول «مفاوضات حقيقية». في موازاة ذلك، رأى يحيى العريضي، الناطق باسم وفد المعارضة إلى جنيف، أن الوقت حان لبدء المفاوضات «حول عملية الانتقال من الديكتاتورية إلى الحرية»، كما رحب بالدعم الدولي الذي حظي به قرار إنشاء وفد موحد للمعارضة، للمشاركة في جنيف. وقال العريضي، في بيان أمس، إن «الرسالة واضحة إلى نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، لا مزيد من الأعذار، الوقت حان للجلوس إلى الطاولة، والتفاوض حول عملية الانتقال من الديكتاتورية إلى الحرية»، مشيراً إلى أن المعارضة اتفقت مع الممثلة السامية للسياستين الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، على ضرورة إجراء مفاوضات حقيقية بين الطرفين. وأضاف: «من جانبنا، نحن نحضر اجتماعات جنيف، ونبذل قصارى جهدنا للمشاركة بجدية، ولكننا نواجه تسويفاً من فريق الأسد». ولم تحقق جولات جنيف الماضية الكثير من التقدم. وطغت عليها تحركات ديبلوماسية منفصلة تقودها روسيا وتركيا وإيران عبر مسار آستانة. وحالياً، تبرز مفاوضات أخرى منافسة هي سوتشي على البحر الأسود برعاية روسيا. وأعلن ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن الرئيس الروسي سيواصل «ماراثون» المشاورات لحل الأزمة في سورية. وزاد: «لا تزال هناك حاجة للقيام بعمل كبير». وأعلن مصدر في وزارة الخارجية السورية ترحيب دمشق ب «مؤتمر الحوار الوطني» الذي سيعقد في سوتشي مطلع الشهر المقبل، مؤكداً مشاركة دمشق فيه.