سعت روسيا إلى إحياء مقترحها لعقد مؤتمر سلام سوري موسع في مدينة سوتشي الروسية، للبحث في الانتقال السياسي والدستور والانتخابات. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إن موسكو تنسق أجندة المؤتمر وتوقيته، موضحاً أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا «على اتصال وثيق مع الطرف الروسي لتحضير المؤتمر». وشدد على أن موسكو «تُطلع شركاءها الدوليين، وبخاصة دول الخليج وتركيا وإيران، على الخطوات المتخذة في هذا المجال» (للمزيد). وكان المقترح الروسي بعقد مؤتمر سلام سوري في روسيا «ولد ميتاً» بسبب صمت الأممالمتحدة حياله، وإعلان أهم فصائل المعارضة السورية رفضها أي تحرك ديبلوماسي خارج تفويض الأممالمتحدة. في موازاة ذلك، أكد مصدر عسكري سوري بدء العمليات العسكرية باتجاه مدينة البوكمال، آخر معاقل «داعش» في ريف دير الزور. وبدأ تقدم القوات النظامية من محور محكان، مقتحمة بلدة القورية المجاورة وسط معارك مع التنظيم، سبقها تمهيد ناري من الطائرات الروسية والسورية. وتبعد القوات النظامية عن البوكمال مسافة 70 كيلومتراً من محور الميادين. وشدد لافروف على أن موعد انعقاد «الحوار الوطني السوري» سيُعلن قريباً والتحضيرات له جارية بالتنسيق مع الأطراف السورية والدولية، موضحاً أن المؤتمر «لا يمكن تأجيله، لأن موعد انعقاده لم يعلن رسمياً بعد». وزاد: «نعمل الآن على تنسيق أجندة المؤتمر والمواعيد وغيرها من المسائل المتعلقة بتنظيمه... ونأمل بأن يساهم عقد المؤتمر والعمل الذي انطلق الآن في تفعيل دور الأممالمتحدة أيضاً، ولا يزال دي ميستورا على اتصال وثيق بنا، وهو مطلع على سير العمل الجاري من أجل تحضير الفاعلية». وشدد لافروف على أن موسكو تطلع شركاءها الدوليين، وبخاصة دول الخليج وتركيا وإيران، على الخطوات المتخذة في هذا المجال. وتابع موضحاً: «الاتصالات مستمرة مع جميع القوى السورية، سواء كانت الحكومة أو الفصائل المعارضة داخل البلاد أو خارجها، وردود الأفعال إيجابية إلى حد كبير، لكن بطبيعة الحال، هناك من يرفض قطعياً التفاوض مع الحكومة، مطالباً من جديد بتغيير السلطة». وشدد على تزايد أهمية العملية السياسية في وقت تشرف الحرب الأهلية على نهايتها. إلى ذلك، لوح الرئيس السوري بشار الأسد، بأن القوات النظامية تتجه إلى عملية عسكرية ضد «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة من أميركا في محافظة الرقة بعد انتهاء المعارك ضد «داعش» في دير الزور. وباتت «قسد» تسيطر على أكثر من 25 في المئة من الأراضي السورية منذ سيطرت على الرقة بعد طرد «داعش». وقال الأسد في تصريحات عقب لقائه مستشار السياسة الخارجية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، علي أكبر ولايتي في دمشق أمس، إن القوات النظامية وحلفاءها سيواصلون القتال في سورية بعد نهاية المعركة في دير الزور، آخر موطئ قدم كبير للتنظيم. وترفض الحكومة السورية اعتبار الرقة «محررة» قبل أن تدخلها القوات النظامية السورية. ميدانياً، قتل عشرة أشخاص بينهم أطفال أمس، في قصف متبادل بين القوات النظامية والفصائل المعارضة استهدف دمشق والغوطة الشرقية المحاصرة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الفصائل المعارضة استهدفت أحياء عدة في وسط دمشق بالقذائف رداً على قصف مدفعي متجدد لقوات النظام على الغوطة الشرقية». واستهدفت القوات النظامية، وفق «المرصد»، مناطق عدة في الغوطة، ما أسفر عن مقتل طفل في مدينة دوما وستة مدنيين آخرين، بينهم طفلان، في مدينة سقبا. وأوقع القصف على الغوطة نحو 18 جريحاً. في المقابل، قتل ثلاثة أشخاص، بينهم مدنيان، وأصيب 15 آخرون بجروح في قصف فصائل المعارضة مناطق مختلفة وسط دمشق، وفق «المرصد السوري».