أفادت وزارة الدفاع الروسية أمس إن 6 قاذفات استراتيجية تابعة لها، استهدفت مواقع تابعة لتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور شرق سورية. وذكرت الوزارة أن قاذفات استراتيجية من طراز» Tu-22M3» دكت مواقع التنظيم بدقة عالية، موضحة أن الطائرات الاستراتيجية التابعة للطيران البعيد المدى قصفت مواقع وتجمعات لعناصر «داعش» في معاقلهم الأخيرة في دير الزور. وذكرت أن الطائرات الحربية انطلقت من قواعدها داخل روسيا ودكت نقاط محصنة وآليات التابعة للتنظيم في وادي الفرات بمحافظة دير الزور. في موازاة ذلك، قتل 34 مدنياً بينهم 15 طفلاً أمس في قصف روسي استهدف قرية في دير الزور، حيث تخوض القوات النظامية معارك عنيفة ضد «داعش». وأفاد رامي عبد الرحمن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «القصف الروسي استهدف فجر الأحد قرية الشعفة التي تقع بمحاذاة الضفة الشرقية لنهر الفرات»، وأسفر أيضاً عن سقوط عدد من الجرحى. وأشار عبد الرحمن إلى أن القتلى ينتمون إلى «عائلتين أو ثلاث على الأكثر». وتقع الشعفة على الجهة المقابلة من المنطقة التي تخوض فيها قوات النظام بدعم جوي روسي معارك ضد تنظيم «داعش» على الضفة الغربية لنهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى قسمين. وأوضح عبد الرحمن أن عناصر التنظيم «عادة ما يفرون من المعارك مع قوات النظام إلى مناطق تقع على الضفة الشرقية للفرات». وسيطر «داعش» منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وعلى الأحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة. ولكن بعد هجمات عدة شنتها أطراف متعددة، خسر التنظيم أخيراً الجزء الأكبر من المحافظة، وطُرد في شكل كامل من مركزها مدينة دير الزور، ومدن رئيسية أخرى أهمها الميادين والبوكمال. وباتت قوات النظام تسيطر على 52 في المئة من مساحة المحافظة مقابل نحو 39 في المئة ل «قوات سورية الديموقراطية» التي تقاتل «داعش» في مناطق واسعة على الضفة الشرقية للنهر. ولم يعد التنظيم يسيطر سوى على تسعة في المئة من كامل مساحة المحافظة، وفق عبد الرحمن. وفي دمشق، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن هجوماً مكثفاً تشنه القوات الحكومية والقوى الحليفة لها لانتزاع آخر معقل لعناصر المعارضة قرب العاصمة السورية دمشق أسفر عن سقوط 23 قتيلاً على الأقل أمس وإصابة الكثيرين. وأضاف أن 127 شخصاً على الأقل بينهم 30 طفلاً قتلوا نتيجة الضربات الجوية والقصف منذ بدء الجيش السوري هجومه بدعم من الطيران الروسي قبل أسبوعين تقريباً لانتزاع منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. والغوطة الشرقية إحدى مناطق «خفض التوتر» في غرب سورية وهي المناطق التي توسطت روسيا في اتفاقات في شأنها لتهدئة القتال بين عناصر المعارضة والقوات الحكومية. وقال شاهد من «رويترز» إن طائرات من دون طيار تحلق في السماء منذ صباح أمس وإن طائرات حربية قصفت بلدتي مسرابا وحرستا بعنف. وتعرضت الغوطة الشرقية أيضاً لقصف مدفعي عنيف وأصيب العشرات. وتحاصر القوات الحكومية الغوطة الشرقية منذ 2012 وتعاني المنطقة أزمة إنسانية. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير الأسبوع الماضي إن سكان الغوطة يعانون من نقص شديد في الغذاء لدرجة أنهم يأكلون القمامة ويفقدون الوعي بسبب الجوع ويجبرون أطفالهم على التناوب على تناول الطعام. وقال مكتب الغوطة الشرقية التابع لمجلس محافظة ريف دمشق التابع للمعارضة المسلحة هذا الأسبوع، إن تصاعد القصف يجبر الناس على الاحتماء بأماكن غير مجهزة صحياً وخدمياً «حيث يخشى من انتشار الأمراض نتيجة اكتظاظ الناس فيها». وسقطت بعض القذائف التي أطلقت من معقل المعارضة في مناطق تسيطر عليها الحكومة في دمشق خلال الأسبوعين المنصرمين. وقتل مئات الآلاف في الحرب الأهلية السورية وأجبر الملايين على الفرار مما أثار أسوأ أزمة لاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. كيلومترات تفصل «داعش» عن الحدود الإدارية لإدلب تقدم «تنظيم داعش» في شكل مفاجئ أمس، وسيطر على عشرات القرى شرق حماة، عقب انحسار رقعة سيطرته ضد «هيئة تحرير الشام». وأفادت مصادر ميدانية بأن «داعش» سيطر على ثلاث قرى جديدة شرق حماة، ما جعله يقترب من الحدود الإدارية لمحافظة إدلب لمسافة تقدر بخمسة كيلومترات. وكانت «تحرير الشام» قلّصت نفوذ «داعش» شرق حماة، مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وحصرته في ثلاث قرى صغيرة (عنيق وطوطح وحجيلة)، بعد استعادة عشرات النقاط وبعض القرى في المنطقة. آخر القرى التي وصل إليها التنظيم هي «رسم الحمام»، وفق المصادر، التي تحدثت عن «انهيار في صفوف تحرير الشام». وذكرت وكالة «إباء» الناطقة باسم «الهيئة» أمس، أن الطيران الروسي استهدف قريتي المعكر وثروث، تزامناً مع قصف قرى الرهجان والشاكوسية وأم ميال ومستريحة، شرق حماة. وأكدت أن عناصر «داعش» يتقدمون نحو قرية أبو عجوة في المنطقة، والقريبة من الحدود الإدارية لإدلب، وتبعد عنها كيلومترات قليلة. وباغت «داعش» مواقع «الهيئة» في المنطقة، منذ الجمعة الماضية. وسيطر على كل من عنيق باجرة، طوطح، حجيلة، أبو حريج، عبيان، وأبو مرو، إضافةً إلى أبو خنادق، السميرية، الجديدة، الوسيطة، المضابع، أبو كسور، الشلو، سروج، طليحان، معصران، الزجافي، طوال دباغين، وجناة الصوارنة. واستمرت الاشتباكات بين الطرفين في المنطقة أمس. ويتزامن تقدم التنظيم مع محاولات القوات النظامية التقدم في المنطقة، من جبهة الشطيب شرق حماة، كما تجري اشتباكات في محور قرية البليل، ضد فصائل المعارضة في المنطقة.