ضيقت القوات النظامية السورية و «قوات سورية الديموقراطية» الخناق على تنظيم «داعش» في آخر معاقله الكبيرة في محافظة دير الزور شرق سورية، عبر سلسلة هجمات منفصلة متسارعة قلصت نطاق سيطرة التنظيم على ضفتي غرب نهر الفرات وشرقه، ما جعله بين «فكي كماشة». وتمكنت القوات النظامية وحلفاؤها أمس من السيطرة على كامل الطريق الدولي بين محافظتي دير الزور ودمشق مروراً بمدينتي السخنة وتدمر في البادية السورية. بينما حققت «قوات سورية الديموقراطية» تقدماً سريعاً ووصلت إلى المنطقة الصناعية في دير الزور. ومع التقدم السريع للطرفين لم يعد يفصل بين «سورية الديموقراطية» المدعومة أميركياً والقوات النظامية المدعومة روسياً سوى 15 كيلومتراً تقريباً من الأراضي ونهر الفرات في دير الزور (للمزيد). وأفادت «وحدة الإعلام الحربي» التابعة ل «حزب الله» اللبناني، بأن القوات النظامية وحلفاءها تقدموا من جهة الغرب وسيطروا بالكامل على الطريق السريع بين دمشق ودير الزور. وتُشكل استعادة السيطرة على طريق دير الزور- دمشق ضربة موجعة ل «داعش»، إذ تُقلص خطوط الإمداد التي يعتمد عليها لنقل أسلحة وعتاد وعناصر قتالية. وأضافت «وحدة الإعلام الحربي» أن القوات النظامية التقت بالقوات التي كانت موجودة بالفعل في دير الزور عند مدخل البانوراما لتسيطر بذلك على طريق دير الزور- دمشق بالكامل للمرة الأولى منذ سنوات. كما واصلت القوات النظامية تقدمها في محيط دير الزور. وسيطرت أمس على جبل ثردة المطل على المطار العسكري في المدينة ومحيطه وجبل آخر يطل مباشرة على دير الزور. وأفاد «المرصد السوري» بأن الأحياء الواقعة تحت سيطرة «داعش» في دير الزور باتت «هدفاً سهلاً لمدفعية القوات النظامية». ومن شأن هذه السيطرة أن تسهل تقدم الجيش السوري على حساب عناصر «داعش» جنوب دير الزور لضمان أمن المطار. ويعد جبل ثردة «خط الدفاع الرئيس» عن المطار من الجهة الجنوبية. وأفاد «المرصد السوري» باستمرار «المعارك العنيفة يرافقها قصف جوي روسي» جنوب دير الزور وغربها، تمهيداً لبدء القوات النظامية هجوماً لطرد «داعش» من الأحياء التي يسيطر عليها في هذه المناطق. وعلم «المرصد» أن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية وعناصر «داعش» على محاور في محيط منطقتي البغيلية شمال غربي مدينة دير الزور، في محاولة من القوات النظامية لتوسيع نطاق سيطرتها في محيط المدينة، قبيل بدء عملياتها العسكرية داخل المدينة، والمتوقعة قريباً. في موازاة ذلك، أعلنت «سورية الديموقراطية» وصولها إلى المنطقة الصناعية في دير الزور. وورد في بيان أصدرته أمس: «استطاعت قواتنا أن تصل إلى الشوارع الأولى من المدينة الصناعية واشتبكت مع التنظيم الإرهابي، ونشبت معارك عنيفة استطاعت خلالها قواتنا التوغل داخل المدينة الصناعية فيما حاول المرتزقة عرقلة تقدم قواتنا من خلال استخدام المفخخات والعناصر الانتحارية». وأعاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» التقدم السريع ضد «داعش» لكون «ريف دير الزور الشرقي منطقة صحراوية غير مكتظة». وأفاد «المرصد» بمقتل 34 مدنياً على الأقل في قصف جوي روسي استهدف عبّارات كانت تقلهم نحو الضفة الشرقية لنهر الفرات من بلدة البوليل جنوب غربي دير الزور. واستهدفت الطائرات الروسية، وفق «المرصد» «أكثر من 40 عبارة مائية كانت تنقل المدنيين الفارين من الموت والقصف المكثف». وتوقع «المرصد» أن ترتفع حصيلة القتلى نتيجة وجود «عشرات الجرحى والمفقودين». وتؤمن الطائرات الحربية الروسية الغطاء الجوي للعملية العسكرية للقوات النظامية جنوب مدينة دير الزور وغربها. وعلى رغم التقدم السريع للقوات النظامية و «سورية الديموقراطية»، يُعتقد بأن المعارك ستزداد عنفاً خلال الأسابيع المقبلة، إذ بينما فقد «داعش» السيطرة على قرابة نصف الأراضي الخاضعة له في سورية والعراق، لكن لا يزال لديه ما يراوح بين ستة آلاف وثمانية آلاف عنصر في سورية، وفق «التحالف الدولي» بقيادة أميركا.