تحدث وزير خارجية السعودية عادل الجبير عن «الأخطار الجسيمة» التي يتعرض لها أمن المنطقة كنتيجة لانتهاكات النظام الإيراني والتدخل في الدول العربية وبث الفرقة بينها، مشيراً إلى إطلاق صاروخ باليستي نحو الرياض، ما يعكس الانتهاكات المتكررة من إيران ضد المملكة. وقال أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية غير العادي أمس على مستوى وزراء الخارجية برئاسة جيبوتي، إن السكوت على هذه الاعتداءات من إيران لن يجعل أي عاصمة دولة عربية في أمان من هذه الصواريخ، مشدداً على أن المملكة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الاعتداء السافر ونحن مطالبون بحماية أمن دولنا بالتصدي لهذه الاعتداءات. وأضاف أن السعودية حاولت منذ الثورة الإيرانية التعامل وفق مبدأ حسن الجوار، إلا أنه وللأسف ضربت إيران عرض الحائط بهذه الجهود وبالأخلاق الدولية، واستمرت في نهج الثورة القائم على تصديرها وإثارة القلاقل في العالم العربي، لافتاً إلى أن الممارسات الإيرانية جعلت المجتمع الدولي يصنفها على أنها الدولة الأولى الراعية للإرهاب. وعدّد سياسات إيران العدائية ومنها انتهاج سياسة الهجوم على المقرات الديبلوماسية واغتيال الديبلوماسيين وخلق عملاء لها في الدول العربية مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان ودعم تنظيمات مثل «القاعدة». وأشار إلى أن أي تهاون مع اعتداءات إيران من شأنه تشجيعها على التمادي، ومن ثم فنحن «مطالبون بوقفة صادقة مع دولنا وشعوبنا والتصدي لهذه السياسات الغاشمة». ووزعت السعودية على الوزراء العرب بياناً بالأضرار التي تعرضت لها من «ميليشيات إيران في اليمن». وشن وزير الخارجية البحريني هجوماً عنيفاً على حزب الله اللبناني ووصفه بالمنظمة الإرهابية وانتقد سيطرته الكاملة على لبنان واستعرض التدخلات الإيرانية في بلاده. ووزع وفد البحرين بياناً آخر عما قامت به إيران من استهداف للمؤسسات في البحرين. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أمام الجلسة الافتتاحية، إن استهداف عاصمة عربية بصواريخ باليستية من جانب ميليشيات خارجة عن الشرعية ومدعومة إقليمياً هو تهديد خطير لا ينبغي أبداً أن نتعامل معه كأمر عادي. وأكد أبو الغيط أن الصاروخ الذي أطلقته ميليشيات الحوثي على منطقة مطار العاصمة بالمملكة العربية السعودية يوم 4 الشهر الجاري، والذي نجحت قوات الدفاع الجوي السعودية في التصدي له، هو مجرد الحلقة الأخطر في سلسلة طالت من التجاوزات والتدخلات في الشؤون الداخلية وممارسة التخريب ونشر الفتنة، وشدد على أنه ليس أمامنا في مواجهة حدثٍ خطير كهذا سوى أن نسمي الأشياء بأسمائها، وقال إن الصاروخ الذي استهدف الرياضإيراني الصنع، وهو رسالة إيرانية واضحة في عدائيتها- لم يفلح المسؤولون الإيرانيون حتى في تجميلها- بأن العواصم العربية تقع في مرمى صواريخ طهران الباليستية. وأوضح أبو الغيط أنها رسالةٌ غير مقبولة، شكلاً أو مضموناً وأن الدول العربية تعتز بسيادتها، وهي قادرة على الدفاع عن استقرارها وأمنها، وحذر من أنها لن تقبل أبداً أن تعيش رهينة الخوف أو تحت ظل الترهيب. وأشار أبو الغيط إلى أن التدخلات الإيرانية لم تقف عند هذا الحد، وهناك وقائع مثبتة لأعمال تخريبية وإرهابية، آخرها تفجير أنابيب النفط في البحرين ليلة 10 الشهر الجاري، ولفت إلى وقائع مثبتة لشبكات تجسس وتخريب تم الكشف عن نشاطها الهدام، مثل شبكة العبدلي في الكويت وشبكات مختلفة في العديد من الدول العربية، منها الإمارات ومصر والسعودية والبحرين والأردن والمغرب والسودان، وثمة وقائع مُثبتة لدعم وتمويل الميليشيات المسلحة في أكثر من مكان بالعالم العربي. وكان وزراء الخارجية العرب عقدوا اجتماعاً غير عادي أمس برئاسة جيبوتي، وذلك في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، وجاء الاجتماع بناء على طلب السعودية، وسبقه اجتماع للجنة الوزارية الرباعية المعنية بالتدخلات الإيرانية في الشأن العربي، المشكلة قبل عامين بعضوية مصر والسعودية والإماراتوالبحرين والأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط. وأكد وزراء الخارجية رفضهم للانتهاكات والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وإدانة دعم إيران للميليشيات والتنظيمات المسلحة التي تقوم بأعمال ضد بعض الدول العربية، ومنها إطلاق ميليشيات الحوثي صاروخاً باليستياً إيراني الصنع تجاه السعودية في وقت سابق من الشهر الجاري. وشدد الوزراء على التضامن الكامل مع السعودية وتأييد كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها القومي. وحذر الوزراء مجدداً إيران من مغبة استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. ودعوا إلى ضرورة وقف إيران دعمها لميليشيات الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان والتوقف عن إثارة القلاقل في البحرين وتطبيق سياسة حسن الجوار، وكلف الوزراء الأمين العام للجامعة بإجراء الاتصالات اللازمة والتنسيق مع المجموعة العربية في الأممالمتحدة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة التهديدات الإيرانية لدول المنطقة.