عقدت اللجنة الوزارية العربية المعنية برصد التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية بالدول العربية اجتماعًا لها اليوم على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء باللجنة، وذلك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة. ورأس وفد المملكة العربية السعودية في الاجتماع معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير. وعقد الاجتماع برئاسة معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش, وبمشاركة معالي وزير الخارجية بجمهورية مصر العربية سامح شكري, ووزير خارجية مملكة البحرين سمو الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة, ومعالي الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. وناقشت اللجنة التهديدات الإيرانية للأمن القومي العربي في ضوء التطورات الأخيرة وآخرها قيام ميليشيا الحوثي وصالح بإطلاق صاروخ بالستي مستهدفًا العاصمة الرياض، وكيفية التعامل مع التهديدات الإيرانية للدول العربية. وشكر الوزير عادل الجبير «الأشقاء» على الاستجابة السريعة لدعوة المملكة لعقد هذا الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة الموقر، قائلا إن هذه الاستجابة تعكس وبشكل كبير استشعار دولنا للمخاطر الجسيمة التي يتعرض لها أمن المنطقة واستقرارها كنتيجة حتمية للانتهاكات الصارخة للنظام الإيراني. وأضاف أن «الصاروخ الباليستي الغادر الذي تم إطلاقه على عاصمة بلادي يعكس الاعتداءات الايرانية المتكررة ضد المملكة التي شهدت إطلاق 80 صاروخاً باليستي تحمل الهوية الإيرانية عبر عميلها الحوثي في اليمن». واستطرد: «السكوت على هذه الاعتداءات الغاشمة لإيران عبر عملائها في المنطقة سوف لن يجعل أي عاصمة دولة عربية في أمان من هذه الصواريخ الباليستية». وأكد أن المملكة العربية السعودية «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا العدوان السافر ولن تتوانى عن الدفاع عن أمنها الوطني للحفاظ على أمن وسلامة شعبها». وواصل: نحن جميعاً مطالبون بتحمل مسؤولياتنا القومية، وصيانة أمن واستقرار دولنا، للتصدي لهذه السياسات الإيرانية العدوانية تجاهنا، والسعودية حاولت منذ انطلاق الثورة الإيرانية أن تتعامل مع إيران وفق مقتضيات مبدأ حسن الجوار، والاحترام المتبادل، إلا أنه وللأسف الشديد ضربت إيران عرض الحائط بهذه الجهود، كما فعلت بالقوانين والأعراف والمبادئ والأخلاق الدولية، واستمرت في نهج الثورة القائمة على تصديرها وعدم احترام الحدود القومية للدول. وقال إن هذه الممارسات الايرانية العدوانية جعلت المجتمع الدولي يصنفها بالدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، ووضع إيران تحت طائلة العقوبات بسبب انتهاكاتها للقوانين الدولية وسيادات الدول، وزرع الخلايا الإرهابية، وتهريب الأسلحة والاعتداء على البعثات الدبلوماسية وانتهاج سياسة اغتيال الدبلوماسين، وخلق عملاء لها في منطقتنا مثل الحوثيين وحزب الله. واستطرد مشددا أن أي تراخٍ في التعامل مع سياسات إيران العدوانية تجاهنا من شأنه أن يشجعها على التمادي في عدوانها، ونحن جميعا مطالبون اليوم أن نقف وقفه جادة وصادقة مع دولنا وشعوبنا، والالتزام بمبادئ وميثاق جامعة الدلو العربية والقوانين الدولية في التصدي لهذه السياسات الغاشمة. واختتم حديثه مؤكدا أنه «على ثقة بأن مجلسنا الموقر سوف يطلع بمسؤولياته في هذا الخصوص باتخاذ القرار الصارم للتعامل مع هذه الانتهاكات المستمرة للأمن القومي العربي».