مد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليد مجددا الى القيادات الجنوبية التي قاطعت الحوار الوطني ودعاها الى الانخراط في العملية السياسية، وذلك في تصريحات نشرت الخميس. الى ذلك، افادت مصادر سياسية ان "مفاوضات اجراها هادي مع قيادات جنوبية بارزة في المنفى قد تؤدي الى عودة هذه القيادات الى اليمن". وقال هادي في خطاب الاربعاء "نجدها مناسبة وفرصة مؤاتية لدعوة الذين لم يشاركوا في الحوار الوطني للانخراط في المسيرة الوطنية الشاملة التي لا تقصي أو تستثني أحدا". وشدد الرئيس اليمني على ان "المصلحة الوطنية العليا هي فرض واجب وطني مقدس تستوجب المشاركة". واعتبر هادي ان المشاركة في العملية السياسية "خيار لا يضاهيه خيار آخر لرفعة اليمن ونهضته وازدهاره وتطلعه صوب غد المستقبل الجديد والعيش الرغيد". وقاطعت غالبية القيادات في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال، اعمال الحوار الوطني الذي قرر تحويل اليمن الى دولة فدرالية من ستة اقاليم، اقليمان في الجنوب واربعة في الشمال. الى ذلك، كشفت مصادر سياسية يمنية عن عودة مرتقبة لقيادات جنوبية من المنفى الى صنعاء للمشاركة في العملية السياسية. وأكدت المصادر ذاتها ان العودة المحتملة هي لقيادات ما يعرف ب"مؤتمر القاهرة" الذي يتزعمه الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء السابق حيدر ابو بكر العطاس. ومن المقرر ان تعقد قيادات هذا الفصيل اجتماعا نهاية ايار (مايو) او مطلع حزيران (يونيو) في القاهرة وستحدد القرار النهائي وتاريخ العودة، بحسب المصادر المقربة من هذه القيادات. وقال قيادي في الحراك الجنوبي "ان مفاوضات مباشرة اجريت بين الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادات مؤتمر القاهرة وابرزها حصل على هامش قمة الكويت في اذار (مارس) بين هادي والعطاس". كما اشار القيادي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه الى سلسلة لقاءات جمعت هؤلاء المنفيين بالامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والمبعوث الاممي لليمن جمال بن عمر في القاهرة. واكد القيادي المتواجد حاليا في القاهرة ان "العربي وبن عمر قدما لتلك القيادات ضمانات العودة والحصول على حقوق ابناء الجنوب المشروعة". وبحسب هذا القيادي، فإن ابرز القيادات التي ستعود الى صنعاء هي حيدر ابو بكر العطاس وصالح عبيد وهيثم قاسم وغيرهم. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 عقد المؤتمر الجنوبي الاول في القاهرة واكد تمسكه بصيغة فدرالية من اقليمين يتبعها "حق تقرير المصير لشعب الجنوب". وفي هذا الصدد أعتبر امين سر المجلس الاعلى للحراك الجنوبي فؤاد راشد ان "عودة العطاس وفريق مؤتمر القاهرة يطوي صفحة المعارضة الجنوبية بالخارج". ويبقى نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض حتى الآن خارج اطار هذه المفاوضات، وهو يتزعم التيار الاكثر تشددا في الحراك الجنوبي.