تظاهر مئات العراقيين في ساحة التحرير وسط بغداد، مطالبين بتوفير الخدمات وفرص العمل والقضاء على الفساد وإطلاق المعتقلين وخروج القوات الأميركية، في وقت تستعد المحافظات للخروج بأكبر تظاهرة اليوم لمناسبة الذكرى الثامنة لاحتلال العراق. ورفع المتظاهرون لافتات طالبوا فيها بخروج القوات الأميركية من العراق، فيما انتشرت القوات الأمنية في محيط ساحة التحرير وأغلقت جسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء تحسباً. واستنكر المتظاهرون الذين تجمعوا امس في ساحة التحرير اغلاق جسر الجمهورية القريب من الساحة ويربطها بالمنطقة الخضراء المحصنة. وتوجهوا إلى مقدم الجسر، مرددين هتافات ضد المسؤولين. وأكد سليم عادل، عضو المبادرة المدنية للدفاع عن الدستور، ان «تظاهرات التحرير ستركز اليوم على مطالبها برحيل المسؤولين العراقيين والاميركيين معاً طالما فشل الاثنان في اعادة الخدمات الى الشعب العراقي وأسسوا لفساد المؤسسات». وقال ل «الحياة» ان «العراق انهى ثماني سنوات على التغيير من دون ان يتمكن من النهوض بأبسط الخدمات التي يحتاجها المواطن، فضلاً عن توالد مشكلات اخرى ناتجة من المحاصصة السياسية والفساد الاداري والمالي في مؤسسات الدولة». وكان بعض السياسيين العراقيين حاول بعد عام 2003 اقتراح تحويل 9 نيسان (ابريل) وهو يوم سقوط بغداد في يد القوات الاميركية الى «عيد وطني» لكن المناسبة تذكر في العراق بمزيد من الغضب سنوياً وتنظم خلالها تظاهرات تدين الاحتلال. واعتبر «التيار الصدري» تظاهرات امس واليوم السبت ذات طبيعة خاصة لتزامنها مع عام الاستقلال ورحيل القوات الأميركية من العراق، وطالب المتظاهرين بالتعاون مع الأجهزة الأمنية. وأكد التيار ان مدناً عدة ستشهد تظاهرات مماثلة اليوم للمطالبة برحيل الاميركيين في شكل نهائي من البلاد. على الصعيد ذاته تتواصل المواقع الاجتماعية على «فايسبوك» اطلاق دعواتها للتظاهر في بغداد، كما دعت بيانات صادرة عن ائتلاف شباب تظاهرة 25 شباط الى الدمج بين المطالب برحيل القوات الاميركية ورحيل المسؤولين الفاسدين. وأكد احد شباب الائتلاف ل «الحياة» ان التظاهرات التي ستنطلق اليوم ستطالب برحيل الاميركيين والعناصر الفاسدة التي استلمت زمام الامور في الحكومات المحلية. وأضاف ان الشباب يخشون فرض قيود على المتظاهرين اليوم لا سيما أنهم سيجددون مطالبتهم برحيل الفاسدين. وفي محافظة الانبار أعلنت الحكومة المحلية امس موافقتها على كل طلب للتظاهر، متعهدة توفير الحماية الأمنية اللازمة للمتظاهرين.