جدد مئات المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد امس رفضهم بقاء القوات الأميركية في البلاد بعد نهاية العام الجاري، مطالبين الحكومة بعدم السماح بإقامة أي قاعدة ل «قوات الاحتلال» على الأرض العراقية . وطالب المتظاهرون المتجمهرون في ساحة التحرير للأسبوع العاشر على التوالي بالإسراع في بناء الجيش وتأهيله، ليكون اكثر قدرة على حماية حدود العراق من أي تدخل خارجي، وعدم إيجاد الذرائع لإبقاء القوات. ورفع المحتجون لافتات، ورددوا هتافات تطالب بتحسين الخدمات في كل جوانبها وإطلاق سراح المعتقلين الذين لم تثبت التحقيقات تورطهم في خرق القوانين والأنظمة. وكشف مصير المفقودين خلال الأعوام الماضية، ووضع حد لحالات الفساد المالي والإداري في الدولة ، وإحالة الذين يقفون وراء الصفقات المشبوهة التي كشف النقاب عنها أخيراً وإيجاد حل لمشكلة البطالة في صفوف الشباب. وشهدت ساحة التحرير أمس انتشاراً كثيفاً لقوات الأمن حول الساحة وفي الطرق الفرعية المؤدية إليها، لكن قيادة العمليات في بغداد التي تشرف على حماية المتظاهرين أبقت جميع الجسور والطرق المحيطة بساحة التحرير مفتوحة طوال اليوم. وتحدى المتظاهرون للأسبوع الثاني على التوالي قرار قيادة العمليات القاضي بمنع تنظيم تجمعات، وتحديد ثلاثة ملاعب في بغداد لإقامة التظاهرات. وأكد شوكت البياتي، احد شباب «تجمع شباط» المشرف على تنظيم التظاهرات في بغداد ل «الحياة» أن «قرار العمليات ليس ملزماً للمتظاهرين، وأن غالبية الجهات أصرت على الحضور إلى ساحة التحرير وعدم تنفيذ قرار عمليات بغداد بحصر التظاهرات في الملاعب، لأن هذا القرار يمثل اعتداء سافراً على الحريات المدنية». وأكد احد أعضاء المبادرة المدنية للحفاظ على الدستور ل «الحياة»ان «خروجنا هذا اليوم هو لتذكير الجهات المسؤولة بواجباتها تجاه الشعب». وقال: «نستغرب المحاولة التي تمكنا من إفشالها لحصر التظاهرات في ملاعب رياضية على رغم أن تظاهراتنا سلمية ، لذا نأمل من قيادة العمليات ببغداد بعدم التضييق على المتظاهرين مادام هو حق كفله لنا الدستور». وكانت قيادة العمليات، أعلنت في 14 الشهر الجاري، أنها لن تسمح بتنظيم أي تظاهرة أو تجمع في ساحتي التحرير والفردوس وسط العاصمة، مبينة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، لكنها خضعت لاحقاً لضغوط المتظاهرين الذين أصروا على الحضور إلى ساحة التحرير.