طالب متظاهرون في ساحة التحرير ببغداد امس برحيل القوات الأميركية من البلاد والتحرك الجدي لبناء الجيش العراقي ليتمكن من حفظ الأمن في البلاد. وشددت هتافات المتظاهرين وغالبيتهم من أنصار التيار الصدري على رحيل القوات الأميركية وعدم السماح بالتمديد لها مدة أطول بحجة عدم جاهزية القوات الأمنية في البلاد. وحمل المتظاهرون شعارات تطالب بمغادرة الأميركيين منها «كلا للوجود الأميركي» و»لا تمديد جديد» أثناء تجوالهم في الساحة كما رددوا شعارات مماثلة تحض الحكومة والبرلمان على تنفيذ وعودهم للشعب العراقي بترحيل القوات الأميركية تنفيذاً للاتفاق الأمني. وشهدت ساحة التحرير وجود عشرات العائلات إلى جانب المتظاهرين رفعت شعارات للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين أو تقديمهم إلى محاكمة عادلة، وأكدت بعض العائلات أن بعض ذويها قضوا اكثر من اربع سنوات في معتقلات وزارتي الداخلية والدفاع من دون تقديمهم إلى المحاكمة. وقال عبد الله صبيح، احد المتظاهرين الذين حضروا مع عائلاتهم إلى ساحة التحرير، إن القوات الأمنية اعتقلت شقيقه منذ مطلع عام 2007 في حي الأعظمية وسط بغداد بحجة وجوده في منطقة محظورة على الأهالي ولم تطلق سراحه أو تقدمه إلى المحاكمة حتى اليوم. وأضاف «نحن لا نطالب بعفو عام عن المجرمين كما تروج له بعض الأطراف السياسية إنما نطالب بتقديم أبنائنا إلى محاكم عادلة وعدم الإبقاء عليهم في ظلمات السجون». وشهدت ساحة التحرير امس غياباً ملحوظاً لبعض التجمعات الشبابية التي اعتادت قيادة المظاهرات في بغداد بعد نزول مجموعة من مؤيدي التيار الصدري إلى الساحة تحاشياً لوقوع صدامات بين الطرفين. وأكد خالد سالم احد أعضاء المجموعات الشبابية المنظمة لتظاهرات ساحة التحرير»انسحبنا من التظاهرة بعد أن وجدنا نزول المتظاهرين من أنصار التيار الصدري تحاشياً للصدام معهم». وقال «في مظاهرة 9 أيلول (سبتمبر) الماضي حاول بعض المتظاهرين من أنصار التيار الصدري وعناصر فرسان القانون المؤيدين للحكومة جرنا إلى مواجهات مع السلطات الأمنية التي طوقت ساحة التحرير، فاضطررنا إلى الانسحاب، ولذلك نحن نفكر جدياً بإيجاد حلول للتظاهرات الموجهة التي تنطلق بإيعاز من الحكومة». وأكد ليث محمد رضا رئيس «تجمع المواطن لطلاب وشباب العراق» احد التجمعات المنظمة للتظاهرات في البلاد ل «الحياة» أن التجمع لم يشارك في تظاهرة امس لكنه يستعد لتنظيم تظاهرة اكبر مع باقي المنظمات والأطراف الشبابية التي تقود التظاهرات في البلاد». وأكد أن التجمعات الشبابية تتهيأ لإطلاق تظاهرة كبرى لم يتحدد موعدها بعد، لكن الاستعدادات جارية لتنظيمها والإعلان عن موعد إطلاقها لاحقاً. وأضاف «طالما لم تتم الاستجابة لمطالبنا فسنستمر في التظاهر، وإذا اضطررنا قد نلجأ للعصيان المدني في ما بعد». وانتشرت قوات الأمن بشكل مكثف في محيط المكان، وطوقت ساحة التحرير، فيما أبقت على الجسور التي تؤدي إلى الساحة مثل جسر السنك وجسر الجمهورية مفتوحة.