أكد رئيس المجلس العسكري (الحاكم) في مصر المشير حسين طنطاوي، خلال استقباله أمس الرئيس محمود عباس، استمرار مصر في دعم الحقوق الفلسطينية، ورعاية الحوار بين الفصائل بما يؤدي إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني. وتناول اللقاء بين طنطاوي وعباس، الذي وصل إلى القاهرة أول من أمس، تطورات القضية الفلسطينية وضرورة استمرار الحوار وتقريب وجهات النظر لتحقيق المصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس»، والعمل على إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني. كما تناول اللقاء أيضاً ضرورة بذل الجهود والمساعي لإحياء عملية السلام خصوصاً في ظل الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. وتمنّى الرئيس الفلسطيني، الذي يزور القاهرة للمرة الأولى بعد ثورة 25 كانون الثاني (يناير) وإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك السابق، أن تتجاوز مصر الأوضاع الراهنة وتستعيد دورها العربي والإقليمي، وأكد قوة العلاقات التي تربط مصر وفلسطين. حضر اللقاء رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سامي عنان، ووزير الخارجية نبيل العربي ورئيس الاستخبارات العامة المصرية مراد موافي وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وسفير فلسطين في القاهرة. وكان عباس التقى أمس كلاً من رئيس الوزراء المصري عصام شرف، ووزير الخارجية نبيل العربي ورئيس جهاز الاستخبارات العامة مراد موافي بعدما التقى أول من أمس الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الرئيس الفلسطيني بحث مع شرف في «مجمل تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية خصوصاً ملف المصالحة والجهود المبذولة لرأب الصدع وتعزيز الوحدة الوطنية». كما تناول اللقاء «الاتصالات التي تجريها القيادة الفلسطينية في شأن عملية السلام مع اقتراب عقد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية والعلاقات الثنائية»، كما أضافت الوكالة. كما بحث عباس مع الوزير العربي تطورات القضية الفلسطينية، وفي مقدمها الجمود التام في عملية السلام وملف المصالحة. وأكد العربي استمرار دعم بلاده الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة والمشروعة. وذكر رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات أن المحادثات مع موسى تناولت المصالحة الفلسطينية وعملية السلام المتوقفة، مشيراً إلى استعداد عباس للذهاب إلى غزة لإتمام المصالحة، وتشكيل حكومة تكنوقراط لإعادة إعمار غزة، وتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني. ورداً على سؤال حول استعداد حركة «حماس» للدخول في حوارات جديدة تتعلق بالمصالحة، أجاب عريقات «ان الأمر لم يعد بحاجة إلى مزيد من الحوارات، ولا مجال للحديث على نقطة هنا أو هناك للتهرب من المصالحة» وأضاف: «فلسطينوالقدس أهم من فتح وحماس وكل الفصائل الفلسطينية»، مضيفاً: «نحن نؤيد ما قاله عمرو موسى بأنه لا يوجد أي مبرر لعدم قبول الرئيس أبو مازن للذهاب إلى غزة وتحقيق المصالحة». وأضاف عريقات إنه تم البحث في الاتصالات الجارية مع اللجنة الدولية الرباعية لافتاً إلى أن «عباس جدد مواقفنا المعلنة بضرورة وقف الاستيطان بما يشمل القدس وتحديد مرجعيات عملية السلام، وقال هذه ليست شروطاً فلسطينية، بل التزامات مترتبة على إسرائيل، ولا بد من العمل بموجبها». في غضون ذلك رجّحت مصادر مصرية موثوقة ل «الحياة» أن يلتقي الرئيس الفلسطيني المرشد العام ل «الإخوان المسلمين» محمد بديع خلال زيارته الحالية. وكان وفد من «الجبهة الشعبية» قد التقى أمس ممثلين عن جماعة «الإخوان».