جدَّدت حركة «حماس» أمس استعدادها لبدء حوار وطني فلسطيني «شامل وعاجل» ضمن «سقف زمني»، قبل زيارة للرئيس محمود عباس الى غزة «للتوقيع على المصالحة»، فيما طالب عباس واشنطن بأن تُصدر اللجنةُ الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط بياناً يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان ويحدد مرجعية للمفاوضات من أجل عودة الفلسطينيين الى طاولة المباحثات. وقال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» الدكتور خليل الحية، إن دعوة «حماس» للرئيس عباس إلى زيارة غزة ما زالت قائمة، لكنها يجب أن تأتي تتويجاً لاتفاق شامل وليس مجرد حضور بروتوكولي. ويأتي ذلك فيما قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس فلسطينياً وأصابت اثنين قرب معبر بيت حانون «إيرز». وجدَّد الحية حرص «حماس» الجاد لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، موضحاً أن الوصول الى اتفاق حول كل الملفات يمكن أن يتحقق «ضمن سقف زمني محدَّد للحوار». ورأى أنه «يجب بدء الحوار من المرجعية الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، مروراً بالبرنامج السياسي، ثم الإجراءات على الأرض، مثل: تشكيل الحكومة، والمصالحة، والعمل في الأمن الفلسطيني، وحلّ كل ملفات الشعب في الداخل والخارج». وقال الحية خلال مؤتمر صحافي في أعقاب لقاء عقد في غزة أمس بدعوة من «حماس» وشارك فيه ممثلون عن فصائل وحقوقيون وأساتذة جامعات: «نعتبر أننا بدأنا الخطوة الأولى نحو السعي لتشكيل هذا الحوار الوطني الفلسطيني، ونأمل في أن ينعقد في أسرع وقت ممكن، ونحن نُعِدّ لعمل دؤوب في سبيل ذلك». وجاء الاجتماع، الذي غاب عنه ممثلو حركة «فتح» لإطلاع الفصائل والشخصيات الفلسطينية على رؤية الحركة للمصالحة ونتائج جولة مباحثات في مصر قام بها قياديان في الحركة. واعتبر الحية أن «الورقة المصرية للمصالحة جزء من حوارات أنتجتها القوى الفلسطينية ويمكن أن نأخذ منها ما تم الاتفاق عليه، وهناك حوارات سبقت ولحقت، وهي جزء من الاتفاق، ونحن نريد أن نبني على كل ما تم الاتفاق عليه». وأشار إلى أن «القيادة المصرية طالبت التسريع في تحقيق المصالحة، ونحن باسمنا وباسم الفصائل واستجابة لكل المخلصين سنسعى بكل ما أوتينا من قوة لتحقيقها». ولفت إلى أن «وفداً من حماس التقى ممثلين عن فتح قبل يومين (في غزة) وأبلغوهم برؤية الحركة للمصالحة، وأنهم وعدوا بنقل الصورة للرئيس محمود عباس». من ناحية أخرى، قال القيادي في «حماس» إسماعيل رضوان، إن الحركة أطلعت الفصائل والقوى الفلسطينية على «نتائج زيارة وفد حماس الى القاهرة واستعدادها للبدء في الحوار الشامل والعاجل في وقت محدد للتوصل الى اتفاق المصالحة». وأضاف ان حماس أكدت ان «زيارة ابو مازن الى غزة يجب ان تكون تثميناً لاتفاق الطرفين للتوقيع على المصالحة». إلى ذلك، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة، إن عباس التقى في العاصمة الأردنية أمس ديفيد هيل مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل، موضحاً ان «عباس شدد على الموقف الفلسطيني المطالِب بضرورة صدور بيان واضح من اللجنة الرباعية يتضمن وقف الاستيطان وتحديد مرجعية للمفاوضات على اساس حل الدولتين على حدود الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967». ويفترض ان تعقد اللجنة الرباعية اجتماعاً في باريس منتصف الشهر الجاري. وأضاف أبو ردينة أن وفداً فلسطينياً برئاسة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، التقى مندوبي اللجنة الرباعية في عمان ظهر أمس «لمطالبة اطراف الرباعية بإصدار بيان يحدد مبادئ الحل». ويضم الوفد الفلسطيني ايضاً عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد أشتية. وقال عريقات إن «عباس طالب الرباعية بأن تأخذ دورها التي وُجدت من أجله في عملية السلام، وضرورة ان تطلب من إسرائيل في بيانها المقبل تجميد الاستيطان خلال أي مفاوضات مقبلة». ونقل عن عباس تأكيده أيضاً ضرورة ان «يتم تحديد أسس ومبادئ الحل في بيان الرباعية، بما يشمل القدسالشرقية عاصمة دولة فلسطين التي ستقام على حدود الاراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ 1967 وحل قضايا الحل النهائي كافة، وعلى رأسها قضيتا اللاجئين وإطلاق سراح الاسرى قبل توقيع أيِّ اتفاق سلام». وأشار الى ان عباس «أوضح ان هذه ليست شروطاً فلسطينية، بل شروط واجبة على اسرائيل وردت في خارطة الطريق». الى ذلك، أعلنت الرئاسة الفلسطينية امس، أن عباس سيتوجه اليوم الى القاهره في زيارة تستمر يومين للقاء القيادة المصرية. وقال أبو ردينة إن «الهدف الرئيسي لزيارة مصر هو الاستمرار في التواصل مع مصر، لما لها من دور أساسي في القضية الفلسطينية وجميع القضايا العربية». وأوضح ان عباس سيلتقي في أول زيارة له الى مصر منذ تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي ورئيس الحكومة عصام شرف ووزير الخارجية نبيل العربي وعدداً من المسؤولين. ولفت ابو ردينة الى «استحقاقات كبيرة وخطيرة، أبرزها استحقاقات أيلول (سبتمبر) المقبل بخصوص الاعتراف بدولة فلسطين». وتابع: «نريد دراسة مواجهة التحديات القادمة معاً، خصوصاً ان هناك جموداً في عملية السلام بسبب استمرار الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية وتصعيده في الآونة الاخيرة». وأضاف: «نريد وضع القيادة المصرية بصورة تطورات المصالحة الفلسطينية، حيث تلعب مصر الدور الأساسي به، وسنتشاور حول مبادرة الرئيس عباس الاخيرة للتوجه إلى غزه لإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية من شخصيات محايدة». وعلمت «الحياة» أن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، سيصل القاهرة في غضون أيام قليلة على رأس وفد من الحركة يضم قيادات من الخارج والداخل، وذلك تلبية لدعوة رسمية من مصر للبحث في عدة قضايا، على رأسها وضع آليات محددة لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الوطنية.