كابول، إسلام آباد – رويترز، يو بي آي – أعلن سيد أنور رحماتي، حاكم ولاية ساريبول شمال أفغانستان، أن جنود الحلف الأطلسي (ناتو) قتلوا ستة مدنيين خلال عملية دهم ليلية لمنزل في منطقة سياد بالولاية، فيما أعلن الحلف أنه يتحرى عن هوية القتلى. وأشار الحاكم إلى اعتقال أربعة رجال في المداهمة التي استهدفت، وفق «الناتو»، حاكم إقليم ساريبول في الظل الذي يملك نفوذاً كبيراً في الشمال ويدير معسكرات لتدريب انتحاريين، ويساعد في جلب مقاتلين من الخارج. وتحدثت مصادر عن ضم لائحة المعتقلين متشدداً واحداً فقط. ويقول منتقدون لعمليات الدهم الليلية إن الأشخاص الذين يجرى إيقاظهم من النوم ربما يطلقون النار خطأ على الجنود الذين يصلون إلى منازلهم تحت جنح الظلام، حتى إذا لم تربطهم أي صلة بالمتشددين، علماً أن القانون يسمح للأفغان بحيازة أسلحة، خصوصاً في المناطق الريفية، من أجل حماية أنفسهم من خطر مجرمين أو ميليشيات أو خصوم يملكون أسلحة. ويمثل سقوط قتلى مدنيين على أيدي القوات الأجنبية مصدراً للتوتر بين الرئيس حميد كارزاي وحلفائه الغربيين. كما تغضب هذه الحوادث الأفغان، ما يزيد تعقيدات حصول كابول على تأييدهم الحرب. ويتزامن مقتل المدنيين الستة مع تصاعد المشاعر المناهضة للغرب بعد أيام من الاحتجاجات على حرق قس أميركي متطرف مغمور يدعى تيري جونز مصحفاً. وشهد بعض الاحتجاجات أعمال عنف أدت إلى مقتل 24 شخصاً بينهم 7 موظفين أجانب في الأممالمتحدة. وأمس، تظاهر مئات الأشخاص في كابول من دون تسجيل حوادث عنف، وهتفوا «الموت لأميركا، والموت لداعمي أميركا في افغانستان»، و «نريد أن يحاكم من أحرق القرآن الكريم»، كما رفعوا لافتات كتبت عليها شعارات مناهضة للأميركيين. وحاصرت الشرطة المتظاهرين داخل الحرم الجامعي، وسدّت كل الطرقات المؤدية إليها، فيما أمر الرئيس كارزاي بفتح تحقيقات في أعمال العنف. وفي مستهل زيارة قصيرة لباكستان، طمأن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إلى أن بلاده ستقدم مساعدات اقتصادية وتجارية لهذا البلد أحدها لقطاع التعليم بقيمة 650 مليون جنيه استرليني، مع تأكيد رغبته في إنشاء روابط قوية ودائمة مع إسلام آباد. وأكد كامرون بعد لقائه نظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني أن بلاده أدركت المصاعب التي تواجهها باكستان في مجالات الاقتصاد ومكافحة الإرهاب، وستحاول التعاون معها في كل المجالات. وقال: «لا يمكن كسر الروابط بين البلدين، ومن مصلحتنا أن تنجح باكستان»، معتبراً أن وضع المال مباشرة في التعليم والمساعدة في تعليم 4 ملايين طفل هو استثمار بالنسبة إلى بريطانيا «للمساهمة في ضمان هذا النجاح، وإنشاء بلد يمكن العمل معه في المستقبل». وأجرى الجانبان محادثات تناولت قضايا إقليمية ودولية بينها «الحرب على الإرهاب»، كما بحثا في التعاون الثنائي في العلوم والتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات، وتنمية الموارد البشرية والتعليم والتجارة. والتقى رئيس الوزراء البريطاني الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وقادة في المعارضة، وزار مسجد فيصل في إسلام آباد، علماً أنه يأمل أيضاً بأن تبدد الزيارة التوتر الذي سببته تصريحات أدلى بها خلال زيارته الهند في تموز (يوليو) الماضي، تضمنت قوله إن «باكستان تعمل على مسارين، إذ تشجع على تصدير الإرهاب من جهة، وتعمل من جهة أخرى علناً لضمان الاستقرار في المنطقة». وقال في خطاب ألقاه أمام طلاب في إسلام آباد: «ليكن هذا النهار مناسبة لانطلاقة جديدة في العلاقات بين بلدينا، ولنبدد سوء التفاهم الذي حصل في الماضي، ونتطلع معاً الى المستقبل».