كابول، إسلام آباد، واشنطن - أ ف ب، نيودلهي، يو بي آي - اعلن مكتب الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، ان افغانستانوباكستان تعهدتا تعزيز التعاون بينهما ضد التطرف، في وقت تشهد العلاقات بين البلدين الحليفين للولايات المتحدة في «الحرب على الإرهاب» بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 توتراً بسبب اتهام افغانستانباكستان بدعم «طالبان» الأفغانية. وأفادت الرئاسة الأفغانية بأن «كارزاي شدد في اتصال هاتفي اجراه مع رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين اجهزة الأمن في البلدين في اطار الحرب على الإرهاب». وتابع البيان ان «كارزاي دعا جيلاني الى زيارة كابول، وإجراء محادثات بين البلدين، والذي وافق عليه المسؤول الباكستاني». وخلال زيارته الهند قبل ايام، اعتبر الرئيس الأميركي باراك اوباما ان باكستان تحقق تقدماً في حربها على «سرطان» التطرف، «لكن وتيرته غير كافية». وذكر سلفه جورج بوش في مذكراته التي نشرت اخيراً، ان الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف «لم يكن يريد او انه كان غير قادر على الوفاء بوعوده» بمقاتلة عناصر «القاعدة» على اراضيه، واتهم اجهزة الاستخبارات الباكستانية بمواصلة دعم التمرد في افغانستان حفاظاً على المصالح الاستراتيجية لباكستان. الى ذلك، اعلن وحيد عمر الناطق باسم الرئيس كارزاي ان الأخير يضغط كي تعالج المراجعة المقبلة للحرب في أفغانستان، والمقررة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، الزيادة الكبيرة في الخسائر البشرية بين المدنيين فضلاً عن دور شركات الأمن الخاصة وإنهاء او خفض أعداد الغارات الليلية وعمليات تفتيش المنازل. وأفاد تقرير اصدرته الأممالمتحدة منتصف السنة الحالية بأن الخسائر البشرية بين المدنيين زادت بنسبة 31 في المئة في الأشهر الستة الأولى، وذلك مقارنة بالعام الماضي. واتهم متشددي حركة «طالبان» بقتل ثلاثة أرباع الضحايا. وأمس، اتهمت قوات الحلف الأطلسي (ناتو) «طالبان» بقتل اكثر من مئة مدني وجرح اكثر من مئتين آخرين في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، معتبرة ان ما يعلنه المتمردون عن عملهم على حماية المدنيين ليس الا دعاية كاذبة، مشيرة الى انهم يمنعون ايضاً السكان من الحصول على الخدمات الأساسية ويفرضون عقائد متطرفة عليهم. وأعلن «الناتو» سقوط ثلاثة جنود في صفوفها في جنوبافغانستان وشرقه، ما رفع الى 633 عدد العسكريين الأجانب الذين قتلوا في افغانستان منذ مطلع السنة، اي نحو جنديين يومياً. وقتل جنديان في الجنوب احدهما بانفجار قنبلة يدوية الصنع، والثاني في هجوم شنه المتمردون. كما سقط جندي في هجوم شُن شرق افغانستان. وسقط سبعة رجال شرطة افغان على الأقل وجرح شرطي آخر في هجوم شنه مسلحو «طالبان» على قاعدتهم في منطقة خاس بولاية اروزجان (جنوب). وكشف مصدر امني ان شرطياً آخر تولى حراسة القاعدة ذهب مع المسلحين، «ما يثير مخاوف من تآمره معهم». على صعيد آخر، قال ديبلوماسيون في الحلف الأطلسي إنه «يتوقع أن تسمح روسيا بمرور آليات مصفحة تابعة للحلف عبر أراضيها وليس اسلحة وذخائر، بموجب اتفاق موسع سيقلل الاعتماد على طرق أكثر خطورة عبر باكستان». ويتوقع أيضاً أن يستكمل زعماء الحلف والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خلال القمة المقبلة للحلف في لشبونة الأسبوع المقبل اتفاقاً حول إمداد القوات المسلحة الأفغانية بمروحيات روسية، وتعزيز التدريب في مجال مكافحة تهريب المخدرات. ومع تحسن الأجواء بين الجانبين نفذ الحلف عملية مشتركة لمكافحة المخدرات مع قوات روسية داخل أفغانستان الشهر الماضي. وفي باكستان، أحرق مسلحون في منطقة سيبي بإقليم بلوشستان (جنوب غرب) يشتبه في انتمائهم الى «طالبان» صهريج وقود تابع لقوات الحلف الأطلسي في أفغانستان، من دون ان يتسببوا في خسائر بشرية. في المقابل، قتلت القوات الحكومية 16 مسلحاً على الأقل في قصف نفذته مقاتلاتها لمخابئهم في منطقة اوراكزاي القبلية (شمال غرب)، ما ادى الى تدمير ثلاثة منها على الأقل. كما سقط مسلحان في عملية امنية للجيش في منطقة شيربالام بإقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب). على صعيد آخر، قتل جنديان هنديان لدى أطلاق مسلحين النار عليهما في منطقة بارامولا في الشطر الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان. وأوضح مسؤولون امنيون هنود ان بندقيتي القتيلين فقدتا، ويعتقد بأن المسلحين استحوذوا عليها. وتحدث اشتباكات متقطعة بين فترة وأخرى بين المسلحين وقوات الجيش الهندي في الشطر الهندي من كشمير، وارتفعت وتيرتها منذ الأول من آب (أغسطس) الماضي.