رام الله - ا ف ب - يقول مزارعون فلسطينيون متخصصون في صناعة السجائر بشكل يدوي إنهم باتوا يواجهون صراعا مع السجائر المصنعة اتوماتيكيا وبشكل يهدد صناعتهم اليدوية وزراعتهم للتبغ العربي. وقال صالح عمارنة، عضو جمعية التبغ والدخان في بلدة يعبد شمال الضفة الغربية، إن المزارعين هناك يواجهون اليوم مشكلة تتعلق بوقف توريد "الفلتر" العربي الذي يتم استخدامه في صناعة السجائر. واضاف عمارنة أن وقف توريد الفلتر العربي انما يعني وقف تصنيع السجائر يدويا وفتح المجال للسجائر المصنعة بالماكنات الحديثة. وتعتبر بلدة يعبد، وعدد سكانها 20 الف نسمة، من اشهر القرى الفلسطينية التي تعمل على زراعة التبغ وتصنيعه يدويا من خلال عاملين وعاملات، بحيث يصل ثمن علبة السجائر الى اقل من دولار واحد مقابل ستة دولارات لثمن علب السجائر الاجنبية وخمسة دولارات للمحلية. واوضح عمارنة أن البلدة تصدر سنويا ما بين 250 الى 300 الف طن من التبغ، وان اكثر من الف عائلة تستفيد من عملية تصنيع التبغ في تلك البلدة والقرى المجاروة. ويعتمد المزارعون والعاملون في تصنيع السجائر العربية على فلتر خاص يصل الى الاراضي الفلسطينية من المانيا وفرنسا، الا ان السلطة الفلسطينية منعت أخيرا توريد هذا الفلتر. وقال عمارنه "منع استيراد هذا الفلتر معناه ان السلطة تريد ان نورد تبغنا فقط الى المصانع الفلسطينية ذات التكنولوجيا العالية، وهذا معناه ضرب صناعة الدخان في القرية عندنا، والقرى المجاورة". واضاف "الدخان العربي الذي نقوم نحن بتصنيعه يستخدمه فقط الفقراء، ومنع تصنيعه لدينا قد يدفع هؤلاء الذين من الصعب ان يتركوا التدخين الى التوجه لشراء دخان عالي الثمن، على حساب قوت اسرهم". وتستخدم نساء وعائلات بالكامل من اصحاب المزارع في تغليف التبغ، بواسطة ماكنات صغيرة بدائية لا يزيد سعرها عن دولارين، حسب ما اوضح عمارنة، لقاء مبالغ زهيدة. وقال "في حال لم يصلنا الفلتر فان هذه العائلات ستتوقف عن العمل". وتبلغ نسبة المدخنين في الاراضي الفلسطينية حسب اخر احصائية لجهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني 20%. وترتفع نسبة المدخنين بين الذين تزيد اعمارهم عن 40 عاما لتصل الى 32%، فيما بلغت نسبة المدخنين في الفئة العمرية ما بين 12-19 عاما 5%. وتقدر مساحة الاراضي التي يتم زراعتها بالتبغ في منطقة يعبد وقراها المجاورة بحوالى ستة الاف دونم، حيث تعتبر التبغ المنتوج الزراعي الاول في المنطقة الى جانب البامية. وقال رئيس اتحاد المزارعين في تلك المنطقة سمير عطاطرة "بالفعل صناعة السجائر اليدوية تواجه خطر السجائر التكنولوجية في منطقة يعبد". ويقوم مزارعون بتوزيع منتوجاتهم الزراعية فور قلعها من الارض الى حوالى 35 تاجرا يعملون في تلك المنطقة، ومن ثم يقوم هؤلاء التجار بطحن نبات الدخان بعد تجفيفه، وتوزيعه على العديد من الاسر ليتم تغليفه يدويا ووضعه في اكياس بلاستيكية وارساله الى التجار الذين يوزعونه على المحال التجارية باسعار زهيدة. وقال عطاطرة "منذ ايام ونحن نعقد اجتماعات لبحث الية الخروج من هذه القضية، وضمان بقاء صناعة السجائر بشكل يدوي لتوفير لقمة عيش للاسر العاملة في هذا المجال، وتوفير امكانية شراء الدخان باسعار اقل من سعر الدخان المصنع تكنولوجيا في السوق".