طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – ألغت عائلة زعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي أمس، مراسم إحياء ذكرى والد الأخير، مير إسماعيل موسوي، والذي توفي الأربعاء الماضي عن 103 سنوات. وأورد موقع «كلمة» التابع لموسوي الموضوع وزوجته زهرة رهنورد قيد الإقامة الجبرية منذ 14 شباط (فبراير) الماضي، بياناً أصدرته عائلة زعيم المعارضة، أفاد بإلغاء المراسم التي كانت مقررة في مسجد أمس. أتى ذلك بعدما قطعت أجهزة الأمن الإيرانية بالقوة الخميس الماضي، تشييع مير إسماعيل موسوي، وضربت مشاركين واعتقلت 7 منهم، بينهم امرأة وأقارب لموسوي، أُفرج عن بعضهم لاحقاً. لكن رجل الدين محمد رضا نوراللهيان، مستشار موسوي ونائب وزير الاستخبارات سابقاً، نُقل الى سجن إيفين بعد احتجازه أثناء تشييع والد زعيم المعارضة. تزامن ذلك مع نشر وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) مقابلة مع إبراهيم يزدي سكرتير حزب «حركة تحرير إيران» الإصلاحي، أكد فيها استقالته من منصبه، عازياً ذلك الى «مشاكل في قلبه وتراجع حالته الصحية». تأتي المقابلة بعد إفراج السلطات في 20 آذار (مارس) الماضي، عن يزدي إثر اعتقاله قبل 6 شهور. والمقابلة أُجريت في اليوم ذاته، لكنها لم تُنشر سوى أمس. ونسبت الوكالة الى يزدي تأكيده احترامه للدستور الإيراني، لكنه يضيف: «لا يمكن اعتبار كلّ من وجّه انتقاداً، منشقاً. نمط التفكير يجب ألا يتمثّل في مقولة: إما أن تكون معي، أو تكون ضدي. إذا انتقدك أحدهم، هذا لا يعني أنه عدوك». وزاد: «لا مشكلة لي مع النظام، لكنني أعارض ممارسات معيّنة غير دستورية». وشدد على أن الشعب حرّ في التظاهر، طالما انه لا يخرّب النظام العام، داعياً الى «تنسيق القوانين» في هذا الشأن. ونقلت «إرنا» عن يزدي قوله انه أبلغ موسوي أن كثراً من الذين يتظاهرون بدعوة من المعارضة، ليسوا من أنصاره. وقال في إشارة إليهم: «يطلقون شعاراتهم الخاصة ويتظاهرون ضد النظام، مسبّبين ضرراً للحركة الإصلاحية». وأضافت الوكالة أن يزدي أوصى بإجراء تحقيق في ممارسات موسوي، لتحديد سبب وصوله الى هذه المرحلة في عمله السياسي، مشيراً الى أنه كان معارضاً ترشّحه للرئاسة عام 2009، إذ شعر، بحسب «إرنا»، أن من غير المناسب انتخاب «رئيس ليس متناغماً مع القيادة»، في إشارة الى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. الى ذلك، أوردت «وكالة أنباء ناشطي حقوق الإنسان في إيران» تقريراً أفاد باعتقال 5485 شخصاً خلال السنة الإيرانية التي انتهت في 20 آذار (مارس) الماضي. من جهة أخرى، هدد محمد جعفر بهداد نائب اسنفديار رحيم مشائي مدير مكتب الرئيس محمود أحمدي نجاد، معارضي مشائي، متهماً إياهم بإنفاق الموازنة التي خصصتها الحكومة لمواجهة «الحرب الناعمة» التي تعتبر أن الغرب يشنها على طهران من خلال المعارضة، على مواجهة نجاد ومدير مكتبه. وقال: «نجاد هو المقياس الجوهري للمحافظين. وعليهم في السنة (الإيرانيةالجديدة)، إجراء عملية تطهير عميقة لصفوفهم، وإعادة تقويم التيار المحافظ معتبرين نجاد المقياس الرئيس». وحذّر معارضي نجاد من تدميرهم، «كما دمّر نجاد أتباع خط الإمام (تنظيم إصلاحي)، ولم يُبقِ شيئاً للإصلاح». ونقل موقع «أفتاب» عن بهداد قوله: «على منتقدي نجاد من المحافظين، أن يفكّروا، على غرار الإصلاحيين، في إخلاء الساحة السياسية. يشعرون بأنهم مهددون ويريدون تقويض نجاد قبل تدميرهم، لكن مصيرهم محتوم». على صعيد آخر، أفادت وكالة «مهر» بمقتل أربعة من حرس الحدود الإيرانيين وجرح خمسة الجمعة الماضي، في هجوم على ثكنة في محافظة كردستان غرب البلاد المحاذية للعراق. ورجّح علي عبد الله مساعد وزير الداخلية الإيراني ضلوع تنظيم «بيجاك»، وهو الجناح الإيراني من «حزب العمال الكردستاني» الناشط في تركيا، في هجوم مريوان، معلناً اعتقال «عدد من الضالعين في الأعمال الإرهابية التي شهدتها إيران» أخيراً، كما اتهمهم بتلقي المساندة من الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية. من جهة أخرى، نقلت وكالة «فارس» عن خامنئي إشارته الى «ضجيج إعلامي أثاره المستكبرون ضد» البرنامج النووي الإيراني، مشدداً على أن «الاستكبار استخدم كلّ قدراته وطاقاته السياسية والاقتصادية لتتخلى إيران عن هذا البرنامج، لكنها تغلبت عليها». وقال خلال لقائه قادة الجيش: «حققت إيران تقدماً ملحوظاً في حرب شرسة شنتها عليها قوى الاستكبار العالمي، فيما تواجه أميركا هزائم متتالية وأصبحت تدنو من الضعف أكثر من أي وقت مضى».