أعطت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تقويماً براغماتياً للوضع في ليبيا بإشارتها إلى أن الجيش الليبي «ليس على حافة الانهيار» وأن الثوار المدربين والمجهزين يصل عددهم إلى قرابة الألف فيما بقية الثوار هم بحاجة إلى تدريب وتسليح و «ينبغي أن تقدم دول أخرى (غير الولاياتالمتحدة) هذا الأمر». وفي جلسة استماع مشتركة لوزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس هيئة الأركان مايكل مولن، أكد غيتس: «في ما يتعلق بتقديم التدريب وتقديم المساعدة، بصراحة هناك دول عدة يمكن أن تفعل ذلك... هذه ليست قدرة فريدة من نوعها تختص بها الولاياتالمتحدة ... وفي ما يعنيني يجب أن يفعل ذلك آخرون». وقال الوزير «أعتقد أن المعارضة بحاجة لكل تدريب وقيادة وتنظيم»، معتبراً أن الثوار عملوا حتى الآن بصورة ارتجالية. وتزامنت تصريحات غيتس مع معلومات أوردتها أسبوعية «فورين بوليسي» عن خلافات داخل إدارة أوباما حول هذا الملف، انعكست في اجتماعات مغلقة للجنة الأمن الداخلي في الكونغرس شاركت فيها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى جانب غيتس المتحفظ عن تسليح الثوار. وإذ نوّه وزير الدفاع بالنجاحات العسكرية للتدخل الدولي في ليبيا، رأى أن انشقاق وزير الخارجية موسى كوسا «أمر مشجع»، في حين قال مولن إن الجيش الليبي «ليس على حافة الانهيار مع أن ضربات التحالف شلت حركة ربع قوات العقيد القذافي». وأشار إلى أنه تم ضرب «وسائله العسكرية ودفاعه الجوي ووسائل القيادة لديه بقوة، وقلصنا قوة جيشه بواقع 20 إلى 25 في المئة». وأضاف الأميرال مولن أن «هذا لا يعني انه على حافة الانهيار من وجهة نظر عسكرية لأنه لم يصل إلى هذه الحالة بكل بساطة». وقدّر عدد الثوار المدربين بالألف فيما تحتاج البقية إلى تسليح وتدريب لحسم المعركة. ومع عودة القوات الموالية للزعيم الليبي بقوة لمواجهة الثوار هذا الأسبوع، طرحت مسألة تقديم أسلحة للثوار. واعترفت واشنطن وباريس ولندن بالتفكير فيها. كما أوردت وسائل أميركية أن الرئيس باراك أوباما وقّع أمراً سرياً قبل نحو أسبوعين يسمح لعناصر من أجهزة الاستخبارات الأميركية بمساعدة الثوار على الأرض. وتشير وسائل الإعلام الأميركية إلى أن عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) موجودون حالياً في ليبيا لمساعدة الثوار. وأكد مسؤول في البيت الأبيض أمس أن انشقاق وزير الخارجية الليبي موسى كوسا عن نظام معمر القذافي يمثّل «ضربة قوية للنظام» ويعكس إدراكاً من دائرته بأنه «في حالة تبعثر». وأكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور ل «الحياة» أن انشقاق كوسا وهو «أحد أقرب المساعدين للقذافي، سيساعد في توفير معلومات استخباراتية محورية حول ذهنية القذافي اليوم وخططه العسكرية». وأضاف أن الانشقاق يُظهر «أن المحيطين بالقذافي يفهمون أن نظامه في حالة تبعثر» ويعكس «الاتجاه الذي تهب فيه الرياح في طرابلس».