بدأ حلف شمال الأطلسي «الناتو» قيادة العمليات العسكرية ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي اعتبارا من أمس، فيما أعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أن العملية تغير اسمها إلى «الحامي الموحد»، بدلا من «فجر أوديسا» التي بدأت بمشاركة قوات غربية وعربية قبل أسبوعين. وخلال اليوم الأول لتولي قيادة الناتو العمليات الجارية في ليبيا، جدد الحلفاء تعهداتهم بالعمل على تنفيذ القرار 1973 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، كما أكدوا عدم اعتزامهم تزويد الثوار المناوئين لنظام القذافي بالأسلحة. وفي الغضون، أكدت مصادر أمنية مطلعة لوسائل إعلامية أن عناصر من المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» يعملون على توفير الكثير من المعلومات حول الوضع في ليبيا، في وقت ذكرت قوات التحالف الدولي أن سوء الأحوال الجوية فوق ليبيا يمنع المقاتلات من تنفيذ ضربات ضد أهداف تابعة للقذافي، ما قد يشرح سبب التقدم الميداني لتلك القوات في الساعات الماضية. من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي إن ثوار المعارضة الليبية الذين يواجهون صعوبة كبيرة في مواصلة طريقهم نحو العاصمة طرابلس في حاجة إلى بعض التدريبات ومساعدة في عمليات القيادة والسيطرة من بين الاحتياجات الأخرى. كما أفصح النائب مايك روجرز، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، أن ظروف الطقس لم تسمح بتقديم دعم قتالي عن قرب للطائرات التابعة للتحالف الدولي خلال اليومين الماضيين. وذكرت المصادر أن العناصر التابعة لوكالة «سي آي إيه» يتواجدون في ليبيا بهدف توفير فهم أفضل للأوضاع السياسية والعسكرية في الأراضي التي يسيطر عليها الثوار، فيما يتزايد الحديث عن إمكانية تقديم أسلحة من المجتمع الدولي لهم. وكان البيت الأبيض رفض التعليق على صحة تقارير أشارت إلى أن الرئيس باراك أوباما وقع بالفعل على مذكرة تسمح بتنفيذ عمليات سرية في ليبيا، كما اكتفى بالقول إن واشنطن ما زالت تبحث في خيارات دعم الثوار، ولكنها لم تتخذ بعد أي قرار بتزويدهم بالسلاح. وميدانيا، ما زالت قوات الثوار تواصل تراجعها المستمر منذ يومين أمام قوات القذافي بعد تقدم ميداني سابق قادها إلى مدينة قريبة من سرت، مسقط رأس القذافي. وبحسب ويدمان، فإن الثوار يعانون من عدة مشاكل، بينها نقص الأسلحة المناسبة وضعف الخبرات القتالية وافتقاد القيادة الجماعية القادرة على تنسيق التحركات. من جانبه، أفاد نائب مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة المنشق عن النظام إبراهيم دباشي أمس أن المزيد من كبار المسؤولين الليبيين «رجال خيمة القذافي» سوف ينشقون في الأيام المقبلة. وأشار دباشي في حديث لقناة «سكاي نيوز» البريطانية إلى أن انشقاق وزير الخارجية موسى كوسا كان متوقعا، مضيفا و«نتوقع أن ينشق المزيد من السفراء والشخصيات الرفيعة المستوى في الأيام القليلة المقبلة».