غزة - أ ف ب - أطلق الجناح العسكري لحركة «حماس» امس نحو 50 قذيفة من قطاع غزة على اسرائيل اسفر عن جرح اسرائيلييْن، وذلك رداً على مقتل اثنين من مقاتليه الاسبوع الماضي. وردت اسرائيل بغارة جوية على غزة اوقعت خمسة جرحى، بينهم طفل. وبعد ساعات قليلة من اطلاق الصواريخ، حذر مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان امس، من ان «رئيس الحكومة يشدد على انه ينظر بخطورة الى هجمات حماس ضد سكان اسرائيل»، وان «كل الاجراءات الضرورية سيتخذ لحماية مواطنيها». وأعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» في بيان مسؤوليتها عن اطلاق القذائف، وقالت في بيان انها اطلقت «عشر قذائف هاون» على موقع عسكري اسرائيلي قرب معبر صوفا شرق رفح جنوب القطاع، و15 قذيفة هاون على موقع «كيسوفيم» (شرق خان يونس)، كما قصفت موقع «نحال عوز» شرق مدينة غزة. من جانبها، اعلنت كتائب «ابو علي مصطفى»، الجناح العسكري ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، انها اطلقت قذائف «هاون» عدة تجاه مواقع اسرائيلية شرق غزة وخان يونس. وقالت ناطقة عسكرية اسرائيلية لوكالة «فرانس برس» ان وابلاً من عشرات قذائف الهاون اطلق صباح امس من غزة. وأضافت ان «ثلاثاً من هذه القذائف سقطت في حي بيثات شالوم في صحراء النقب (جنوب) حيث اصيب مدنيان بجروح طفيفة»، كما «سقطت قذيفتان في منطقة أشكول شمالاً من دون اضرار او اصابات». وأكدت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان 49 قذيفة هاون اطلقت في وقت واحد وسقطت في المدن الاسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة محدثة اضراراً طفيفة في منزل. وأشارت الى انه طلب من السكان الاحتماء في الملاجئ حتى اشعار آخر. وفي غزة، أكد شهود ان طائرة اسرائيلية شنت غارة على موقع أمني تابع ل «حماس». وقال الناطق باسم اللجنة العليا للاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في غزة ادهم ابو سلمية لوكالة «فرانس برس» ان الغارة الاسرائيلية استهدفت موقعاً ل «الأمن الوطني» التابع ل «حماس» شرق غزة وأسفرت عن «اصابة خمسة مواطنين، بينهم طفل يبلغ من العمر 3 أعوام». وأوضح ان الجرحى، وبينهم واحد في حال «خطرة»، نقلوا الى مستشفى الشفاء في غزة لتلقي العلاج. وأدت الغارة الجوية ايضاً الى إلحاق أضرار في الموقع الأمني. وشنت طائرة حربية اسرائيلية أخرى غارة مماثلة استهدفت مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين شرق خان يونس من دون ان يصاب احد منهم. كما اطلقت المدفعية الاسرائيلية عشرات القذائف على بلدات شرق خان يونس ورفح في جنوب القطاع، بحسب مصدر امني في الحكومة المقالة اشار الى الحاق اضرار في منزل واحد على الاقل شرق خان يونس. ويأتي هذا التصعيد بعد فترة من الهدوء على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل. ومن دون الاشارة الى انهاء التهدئة الميدانية الحاصلة منذ اشهر بين اسرائيل و «حماس»، اكدت «كتائب القسام» ان اطلاق وابل من قذائف الهاون يأتي رداً على «جرائم الاحتلال الصهيوني والقصف الجوي والمدفعي المتواصل لقطاعنا الحبيب والذي كان آخره (...) استشهاد اثنين من مجاهدي كتائب القسام» في غزة صباح الخميس الماضي. وأكدت ان لديها «جاهزية للرد على العدوان الصهيوني والتصدي لأي حماقة يقدم عليها الاحتلال الغاصب بكل ما بحوزتنا من وسائل». وطلب وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في بيان من البعثة الاسرائيلية في الاممالمتحدة التقدم بشكوى ضد القصف. وأشار الى ان اطلاق القذائف حدث بينما يقوم الرئيس محمود عباس بتكثيف جهوده لتحقيق المصالحة بين حركتي «فتح» التي يتزعمها و «حماس». وجاء هذا التصعيد بعد ايام من اعلان الرئيس محمود عباس نيته التوجه الى غزة من اجل الاعداد لتشكيل حكومة وحدة وطنية بهدف إنهاء الانقسام الحاصل منذ منتصف عام 2007 وبدء إجراءات المصالحة مع «حماس».