نجح هداف الوحدة، الشاب مهند عسيري (24 عاماً) في تعويض جيل الهدافين الأفذاذ الذين رحلوا عن كتيبة «الفرسان» وحطوا رحالهم في أندية أخرى في الأعوام الماضية، وفي مقدمهم عبيد الدوسري وعيسى المحياني وناصر الشمراني، إذ دخل الهداف والمهاجم الجنوبي اللامع قلوب الوحداويين كافة وبات النجم الأول الذي لا يُشق له غبار في الفريق «الاحمر»، خصوصاً بعدما قاده أخيراً إلى التأهل إلى المباراة النهائية لبطولة كأس ولي العهد بعد غياب طويل عن منصات التتويج قارب ال 50 عام، وباتت تتغنى به الجماهير الوحداوية كثيراً في المدرجات، وتتفاعل مع أهدافه الجميلة ولمساته الفنية الرائعة ولسعاته الرأسية المتقنة، حيث يزداد اللاعب توهجاً وتميزاً وتألقاً يوماً بعد يوم في دوري زين السعودي الذي أصبح من أبرز وأميز منافسيه على لقب «كبير الهدافين». وشق الفتى الوحداوي الموهوب مهند عسيري طريقه إلى عالم الأضواء والنجومية بسرعة الصاروخ، إذ بدأ حياته الرياضية من جنوب السعودية وتحديداً من محافظة محايل عسير عبر فريق نادي الشهيد الذي سجل رسمياً في كشوفاته منذ سن باكرة، ولعب في درجة الناشئين ثم الشباب ليسطر معه أروع عروضه الكروية ويقدم معه أجمل مستوياته الأدائية تحت إشراف المدرب الوطني موسى عسيري (مكتشف موهبته الكروية)، ليخطف أنظار مدافع الوحدة السابق خالد عبده الذي يعمل موجهاً تربوياً في عسير، ويعرضه مباشرة على إدارة نادي الوحدة التي تجاوبت سريعاً وأرسلت وفداً رسمياً لمشاهدة اللاعب في دورة كروية لقطاع التعليم، وتم التوقيع معه بعد مشاركته في لقاء كروي لمنتخب عسير التعليمي وذلك قبل ستة أعوام، ليظفر الوحداويون بصفقة كروية رابحة وهداف كبير من طراز فريد، ومن يومها كتب عسيري شهادة ميلاده الفعلية في عالم المستديرة، حتى وصل إلى الفريق الأول في العام الماضي، وأخذ فرصته كاملة مع المدرب البرتغالي بوريكو غوميز الذي فجر موهبته التهديفية وجعله المهاجم الأول في «فرسان مكة». ويملك عسيري مواصفات الهداف المرعب، ويُجيد موهبة الإرتقاء إلى أعلى وإحراز الأهداف الرأسية على طريقة كبار الهدافين، ويمتاز بتمركزه الرائع في منطقة المنافسين المحظورة، ويسدد بشكل محكم في مرمى الحراس ويهز الشباك ويرعب المدافعين والمدربين، وتلقبه الجماهير الوحداوية بألقاب عدة كالرنانة والمدمرة ال 14 والجوهرة الحمراء والسيف الوحداوي والبلدوزر. ويعشق مهند فريقه الوحدة عشقاً لافتاً، وقام في الأسابيع القلية الماضية بتمديد عقده مع النادي لمدة عامين إضافيين ليبقى في صفوف «الفرسان» لأربع سنوات مقبلة، ويقول عسيري ل «الحياة»: «لا أرغب في إرتداء أي شعار نادٍ آخر غير الوحدة، ولا أتوقع أن أجد نفسي خارج أسوار النادي الذي قدمني لساحة الأضواء والنجومية، وكان له الفضل بعد الله في بروزي وهو من عرفني بالجماهير الرياضية، ومن أقل الأشياء التي من الممكن أقدمها له هو تمديد عقدي معه لمدة عامين إضافيين، ولو طلب مني التمديد ل 10 سنوات فلن أرفض، ويكفيني أن جمهوره العاشق والوفي لم يتركني وحيداً خلال بداياتي مع الفريق، ووقف معي بكل حب وإحترام وتقدير، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم كافة وأن أسهم في رسم البسمة على شفاههم في الفترات المقبلة».