تبنى متمردو «الحركة الشعبية – الشمال»، بقيادة عبد العزيز الحلو، وثيقة حق تقرير مصير منطقة جنوب كردفان السودانية، حيث تقاتل الحركة الحكومة منذ العام 2011. جاء ذلك في مؤتمر استثنائي عقدته الحركة في منطقة هيبان جنوب كردفان، وشارك فيه 475 مندوباً مثلوا كل مناطق جبال النوبة، من دون أن تستطيع مجموعات المعارضة السودانية حضوره بعدما رفضت سفارة جنوب السودان في الخرطوم منحهم تأشيرات دخول أراضي دولتهم تمهيداً للانتقال منها إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة المتمردين. وفي نيسان (أبريل) الماضي، علق مجلس تحرير جبال النوبة محادثات السلام مع الخرطوم، وأقال رئيس الحركة مالك عقار وأمينه العام ياسر عرمان بسبب رفضهما إدراج تقرير المصير في ورقة مفاوضات السلام مع الخرطوم. في غضون ذلك، شدد زعيم حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، على «ضرورة بناء وطن عبر طاولة حوار وطني. وفي حال لم يحدث ذلك سيندلع ربيع سوداني ثالث»، في إشارة إلى انتفاضتين سابقتين أطاحتا الرئيسين السابقين إبراهيم عبود عام 1964 وجعفر نميري 1985. ورأى أن رفع العقوبات التجارية الأميركية عن السودان «يجرد النظام الحاكم من الحجة التي يعلق عليها أزماته ومشاكله، في حين أن أزمة الاقتصاد السوداني داخلية وليست خارجية». على صعيد آخر، دانت قوى المعارضة استمرار جهاز الأمن في حظر المعارضين والناشطين من مغادرة البلاد، بعدما منع نائب رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي من مغادرة البلاد عبر مطار الخرطوم إلى باريس، ، لحضور اجتماعات «الجبهة الثورية» بزعامة جبريل إبراهيم. وقالت مريم: «لا أسباب لأخذ عناصر الأمن بطاقة الصعود إلى الطائرة»، فيما اتهم نائب الناطق باسم حزب المؤتمر السوداني المعارض نور الدين بابكر جهاز أمن النظام بتحويل الدستور الذي يكفل حق التنقل باعتباره من حقوق الإنسان إلى مجرد حبر على ورق». واعتبرت حركة العدل والمساواة برئاسة جبريل إبراهيم حظر سفر مريم «اعتداءً فاضحاً على حرية السفر والتنقل وخرق سافر لدستور البلاد». في جنوب السودان، تجدَّدت الاشتباكات العسكرية بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة برئاسة رياك مشار في منطقة، ما أوقع 177 قتيلاً وجريحاً لدى الجانبين. وقالت مصادر في جوبا ل «الحياة»، إن «الاشتباكات بدأت اثر تسلّل جنود لمحاولة استعادة منطقة فاقاك التي تعتبر قاعدة رئيسية للمعارضة، ما خلَّف عدداً كبيراً من القتلى والجرحى». وأعلن المصدر أن سلطات دولة أثيوبيا أغلقت جسراً يربط بين فاقاك وأثيوبيا، وسحبت قواتها إلى داخل أراضيها، ومحذّرة قوات جنوب السودان من دخول أراضيها. إلى ذلك، أجرى فريق من وزراء خارجية دول الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا «إيغاد» برئاسة وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، مشاورات مع معارضين من جنوب السودان في الخرطوم أبرزهم رئيس الحركة الوطنية الديموقراطية لام أكول والجنرال بيتر قديت المنشق من المعارضة المسلحة، في إطار الخطة الأفريقية لإنعاش عملية السلام. وقال لام أكول في تصريح أنهم قدموا مذكرة للجنة تضمنت روية الحركة الوطنية لإحياء اتفاق السلام.