تجددت المواجهات بين الجيش السوداني ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» في ولاية النيل الأزرق، المتاخمة لجنوب السودان وإثيوبيا، بينما باشرت وفود من الحكومة وحركتين متمردتين كبريين في دارفور محادثات مباشرة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقال الناطق باسم «الحركة الشعبية» أرنو لودي، في بيان إن قواتهم هاجمت موقعين للقوات الحكومية في ولاية النيل الأزرق نهاية الأسبوع الماضي، رداً على قصف الطيران الحكومي مدينتي يابوس وشالي في جنوب الولاية، حيث يسيطر المتمردون. وأضاف لودي أن قوات «الحركة الشعبية» هاجمت حامية حكومية في مدينة بوك وسط الولاية وتمكنت من تدمير سيارة. وهاجم المتمردون قاعدة للجيش على بُعد 30 كلم جنوب الدمازين عاصمة الولاية، وقتلوا 4 جنود، في حين أُصيب أحدهم وفُقِد آخر. في المقابل، نفى الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد رواية المتمردين، موضحاً أن الجيش هاجم تجمعات للمتمردين في مدينة يابوس جنوب ولاية جنوب النيل الأزرق وكبدهم خسائر كبيرة. ولفت إلى أن المتمردين في أضعف حالاتهم وباتوا في شريط محدود قرب حدود جنوب السودان ولا يستطيعون تهديد مواقع سيطرة الحكومة. في غضون ذلك، باشرت وفود من الحكومة السودانية وحركتي «العدل والمساواة» بزعامة جبريل إبراهيم المسلحة و «تحرير السودان» - فصيل مني اركو مناوي» محادثات مباشرة برعاية الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي، بينما قاطعتها «حركة تحرير السودان» فصيل عبد الواحد محمد نور. وتهدف المحادثات للتوصل إلى اتفاق لوقف العدائيات وإقناع المتمردين بالمشاركة في طاولة حوار وطني. وقال مبيكي إنه «من حسن الطالع أن الحركات المتمردة كلها أكدت أهمية الوصول إلى حل شامل لكل مشاكل السودان عبر حوار يشارك فيه الجميع». وزاد: «هذا الأمر دليل على اتفاق أهل السودان حكومةً وحركات على إيجاد حل تفاوضي شامل». وأكد أن الاتحاد الأفريقي يسعى عبر المحادثات إلى وقف النزاع في أرجاء السودان بما يشمل المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) في مسارين مختلفين هدفهما واحد. وأكد رئيس الوفد الحكومي أمين حسن عمر، التزام الخرطوم بالتفاوض من أجل الوصول إلى سلام شامل في دارفور. وجدد التزام الحكومة بالعمل مع الوساطة الأفريقية بغية الوصول إلى وقف للنار ضمن إطار سياسي شامل لتسوية النزاع. وأكد مناوي أن حركته تسعى إلى سلام في دارفور لإنهاء معاناة المواطنين. ورأى أن السودان على وشك الانهيار، واتهم الحكومة بارتكاب فظاعات في الإقليم. كذلك أبدى جبريل إبراهيم التزام حركته بالتفاوض من أجل السلام في دارفور والسودان مع الأخذ في الاعتبار خصوصية الصراع في الإقليم المضطرب، «على أن يكون ذلك في إطار شامل لحل مشاكل السودان». من جهة أخرى، رأى زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي أن المعارضة جنحت إلى الحوار مع الحكومة السودانية، بعد فشلها في إسقاط النظام، بعدما عصفت بها الخلافات الداخلية. وتحفظ الترابي خلال ندوة سياسية في الخرطوم على تعديلات مقترحة على الدستور تتيح للرئيس عمر البشير تعيين حاكم الولايات بدلاً من انتخابهم ورهن القبول بها بأن تكون موقتة ورهن نتائج الحوار الوطني.