ناقش وسطاء أفارقة مع مسؤولين ومعارضين في الخرطوم الترتيبات لاستئناف المحادثات بين الحكومة ومتمردي «الحركة الشعبية – الشمال» لتسوية النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإنعاش الحوار بين السلطة والمعارضة لتحقيق المصالحة الوطنية قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل. وأجرى رئيس الأمانة العامة للوساطة الأفريقية في النزاع السوداني عابدول محمد أمس، محادثات مع مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور، الذي يقود وفد الحكومة إلى المفاوضات مع المتمردين لبحث ترتيبات عقد جولة جديدة من الحوار. وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى السودان محمود كان إن عابدول ناقش مع غندور مبادرة الحوار التي طرحها الرئيس السوداني عمر البشير للتوافق مع قوى المعارضة بشأن قضايا الحريات والدستور والانتخابات والسلام، موضحاً أن الوسيط الأفريقي سيجري محادثات مماثلة مع المعارضة لتسريع خطوات الحوار. واتهم غندور متمردي «الحركة الشعبية- قطاع الشمال»، بعدم الرغبة في خوض جولة جديدة من المفاوضات بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وكشف غندور عن تلقي الحكومة دعوتين من الاتحاد الأفريقي للانخراط في المفاوضات المتوقفة حالياً، لكن عدم جدية الطرف الآخر (الحركة الشعبية) حال دون استئنافها. وعبّر غندور عن استعداد الوفد الحكومي للذهاب إلى أديس أبابا في أي وقت للتفاوض حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وعلّقت الوساطة الأفريقية جولة جديدة من المفاوضات في أيار (مايو) الماضي، بسبب تباعد مواقف وفدي الحكومة و»الحركة الشعبية» التي تتمسك بحل شامل لقضايا السودان، بينما يشدد حزب المؤتمر الموطني الحاكم في السودان على حصر المفاوضات في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. واستبعد غندور وجود أي اتجاه لرئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي للخروج عن الحوار الوطني. وقال: «المهدي أكد لنا خلال آخر لقاء معه استمراره في الحوار» رغم تعليق حزبه مشاركته فيه عقب اعتقال الأخير نحو شهر. وتابع غندور: «الصادق المهدي أبلغنا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من التواصل بين المتحاورين»، مشدداً على أن زعيم حزب الأمة لم يشر في أي يوم من الأيام إلى أنه نفض يده من الحوار الوطني. وسخر غندور من اتهامات وجهتها قوى سياسية إلى حزبه بالتراجع عن الحوار الوطني والردة عن الحريات. وقال: «إن الذين يتهموننا بالتراجع عن الحوار هم الذين تراجعوا»، مشيراً إلى تردد حزبين من الموافقين على الحوار. على صعيد آخر، تجددت الاشتباكات بشكل عنيف بين قبيلتي المعاليا والحمر في ولاية غرب كردفان النفطية المتاخمة لإقليم دارفور، ما أدى إلى مقتل 22 شخصاً وإصابة 53 آخرين بجروح خطيرة. وذكر شهود أن الاشتباكات تجددت بين القبيلتين بسبب اعتداء إحداهما على الأخرى إثر سرقة أبقار، وبعدها اندلعت مواجهات في منطقة أم ردم الكوري التابعة لمحافظة عديلة في شرق دارفور، سقط ضحيتها عشرات القتلى والجرحى وامتدت إلى مناطق أخرى تابعة لمحافظة غبيش في ولاية غرب كردفان.