توالى حضور السياسيين والحزبيين الى جانب الوفود الشعبية الى بكركي للتهنئة بانتخاب البطريرك بشارة الراعي على رأس كرسي بطريركية انطاكيا وسائر المشرق للموارنة، على ان يتوقف عن استقبال المهنئين اعتباراً من الغد للخلود الى رياضة روحية كما أعلنت أمانة سر البطريركية، تمهيداً للاحتفال الجمعة المقبل بإجلاس البطريرك على العرش في الخامسة بعد الظهر في الكنيسة الخارجية للصرح. وشكر الراعي في بيان امانة السر، «كل المهنئين بمناسبة ارتقائه الى السدة البطريركية والذين أبرقوا واتصلوا من العالم العربي وعالم الانتشار». والتقى الراعي وفداً من الرهبانية المارونية المريمية برئاسة الرئيس العام للرهبانية الأباتي سمعان ابو عبدو، في حضور البطريرك المستقيل نصرالله صفير، وأكد في كلمة أمام الوفد ولاءه «الكامل للرهبانية التي منها خرجت والتي تفرح انها تقدمني في الكنيسة اليوم بطريركاً بفضل صلاتها كما قدمت قبلي المطران فرنسوا كما ذكر الرئيس العام 23 مطراناً آخر والبطريرك طوبيا الخازن». وقال: «باسم الرهبانية وباسمي أعبر عن حبي الكبير الذي لا ينتهي في التاريخ ولا في الأبدية لأبينا البطريرك نصرالله صفير الذي عبر عن محبته الكبيرة للرهبانية وقدم اثنين منها الى مصاف الأسقفية ولولا محبته هذه ولولا حبه لهذه الرهبانية الحبيبة لما قدمني وأرادني نائباً بطريركياً وهذا شرف كبير لي». وآمل في أن يتمكن من «تلبية الحاجات الكثيرة والكبيرة التي ترونها كل يوم في وجوه الناس الذين يأتون الى هنا يحملون الفرح والآمال والمحبة والسلام». وحيا الراعي «محبة الرهبنة للكنيسة في اي مكان في لبنان وبلدان الشرق الأوسط وبلدان الانتشار ونتطلع معاً للرسالة المشتركة في المستقبل وكيف نتعاون مع الرهبانيات والأبرشيات كي نتابع شعبنا الذي أصبح منتشراً في كل العالم». السنيورة ومن زوار بكركي، رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من الكتلة ضم النواب: عاطف مجدلاني، باسم الشاب، هادي حبيش، عمار حوري وأمين وهبي. ودوّن السنيورة على سجل التشريفات كلمة، جاء فيها: «هذا الانتخاب، ترك في نفوسنا نحن وزملائنا الآخرين في كتلة «المستقبل» النيابية والكثير الكثير من اللبنانيين، سروراً كبيراً، لما يتمتع به غبطة البطريرك الراعي من خصال إيمانية ووطنية ومعرفية عميقة وواسعة والتزام بالثوابت الوطنية والإنسانية والحضارية التي قام عليها لبنان ويستمر وجوده بوجودها. كانت بكركي دائماً، مقصداً وموقعاً متقدماً في تاريخ لبنان، إن كان عبر دورها في إطلاق فكرة لبنان المستقل، أو في دورها في تعزيز صيغة العيش المشترك وإرسائها وفي تطلعات وامتدادات لبنان العربية، ولا شكّ تستمر في أداء هذا الدور الكبير». وأضاف السنيورة: «حفر من سبقكم في كرسي البطريركية ولا سيما البطريرك نصرالله بطرس صفير، عميقاً في ضمائر اللبنانيين لدعم هذه الأسس وتثبيت دعائم هذا النهج، وإننا على ثقة في أن البطريرك الراعي لن يحيد بل سيتابع التقدم على هذا المسار». ومن المهنئين النائب بهية الحريري التي قالت بعد اللقاء: «جئنا لتهنئة صاحب الغبطة وكل لبنان، ونبارك الانتخاب ونأمل في أن يستمر هذا الصرح ضمن الشعار الذي رفعه البطريرك «شركة ومحبة» وأن يكون دائماً عنوان مدرسة في الوطنية وحاضناً لكل اللبنانيين في صناعة مجد لبنان واستقراره». فرنجية واستقبل البطريرك الراعي رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، وعقد معه خلوة. ورافق فرنجية الوزير يوسف سعادة ونواب كتلة «لبنان الحر الموحد»: اسطفان الدويهي، اميل رحمة وسليم كرم. وقال فرنجية بعد الزيارة: «جئنا الى موقعنا الطبيعي لتهنئة سيدنا البطريرك الراعي في بداية طريق طويلة نتمنى ان تشكل صفحة اساسية للتعاون مع بكركي وإن شاء الله تكون صفحة اساسية في طريق صعبة تتعلق بالوجود المسيحي في الشرق وهذا امر اساسي. ونتمنى الا نختلف دائماً في السياسة مع بكركي، قد نلتقي في أمور ولا نلتقي في أخرى. نحن لنا مواقفنا وخطنا، وبكركي لها ثوابتها ونحن نحترم هذه الثوابت في كل الظروف ونحترم ثوابتنا. نحن في الدين نتبع بكركي اما في السياسة فقد نختلف». وأكد فرنجية «أن هناك صفحة جديدة مع البطريرك الراعي»، وقال: «منذ عام فتحنا صفحة جديدة مع البطريرك صفير الذي هو أبونا كما البطريرك الراعي، ونتمنى ان يكون منصفاً مع كل أبنائه. تجمعنا صداقة مع البطريرك الراعي ستستمر وستكون أساسية في العلاقة، هناك فرق العمر مع البطريرك صفير الذي عندما اشتغلنا في السياسة كان بطريركاً، فيما عندما بدأت أنا بالسياسة كان الراعي مطراناً والعلاقة ستكون أفضل مع البطريرك الراعي». وعن العلاقة مع بكركي، تمنى فرنجية ان يكون البطريرك الراعي «متفهماً ويستمع لجميع أبنائه وأن يأخذ القرار الصائب». وعن المصالحة المارونية، قال: «بإمكان بكركي أن تجمعنا في الشخصي أما في السياسة فقد نتفق ونختلف، وجمع العائلة المارونية يكون حول الموقف الماروني الواحد». وعن العلاقة البطريركية مع سورية، قال فرنجية: «اذا كانت علاقة بكركي مع سورية تخدم المسيحيين فيجب ان يتم فتح هذه العلاقة، واذا كانت هذه العلاقة تضر بالمسيحيين فنحن ضدها». ولفت الى «ان الانفتاح الضمانة الوحيدة للمسيحيين في هذا الشرق». وقال فرنجية رداً على سؤال: «إذا أرادت بكركي فرض موقف سياسي واحد على المسيحيين فهي تدخل في الطريق الخطأ». وزار بكركي رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون على رأس وفد من الحزب وتمنى أن «يسير البطريرك الجديد على الخط الوطني العظيم الذي سار عليه البطريرك السابق والمرسوم لجميع البطاركة في لبنان»، لافتاً إلى أن «عمل البطريرك الجديد ليس سهلاً، فوضع البلد صعب وكذلك وضع الطائفة المارونية ليس مريحاً. لذلك، نتمنى له كل الخير وأن يوفق في جمع الشمل». وزار بكركي أيضاً كل من سفراء: الولاياتالمتحدة مورا كونيللي، الكويت عبدالعال سليمان القناعي والفيليبين جيلبرتو اسوكي، وبطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر على رأس وفد من أساقفة الطائفة والنائب سيرج طورسركيسيان، وبطريرك انطاكية وسائر المشرق لطائفة الروم الكاثوليك اغناطيوس الرابع هزيم على رأس وفد من المطارنة، ووفد من «الحزب القومي السوري» برئاسة النائب اسعد حردان ضم النائب مروان فارس، غسان الأشقر، علي قانصو وجبران عريجي، والمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا وأعضاء مجلس القضاء الأعلى، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، وفد من أبرشية حلب برئاسة مطران السريان الكاثوليك انطوان شهدا، وفد من «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» برئاسة علي فيصل.