على الرغم من الحملة التي أطلقت على شبكة الإنترنت منذ أكثر من شهر، والتي تدعو إلى اعتبار يوم الجمعة 11 مارس يوماً للفوضى والفتنة في السعودية، إلا أن الرياض أثبتت يوم أمس أنها عصية بشعبها وسكانها على مثل هذه الدعوات المتمردة. وتفاجأ أكثر من عشرين مراسلاً لوكالات عربية وأخرى غربية، من عدم وجود أية مظاهر تدعو إلى إثارة الفتنة والتمرد، إذ نظمت وزارة الثقافة والإعلام رحلة للإعلاميين جابوا خلالها الشوارع والمراكز الرئيسية التي حددتها الدعوات، وجميعها كان خالياً من وجود أية إيحاءات تدل على بروز تجمعات. وشملت جولة وزارة الثقافة والإعلام مسجد الراجحي وطريق العليا العام وطريق الملك فهد وغيرها من النقاط التي حددتها الدعوات وكانت جميعها تشهد حركة طبيعية من المارة. إلى ذلك قال مدير عام وكالة الأنباء الروسية في السعودية رفائيل دامينوف ل«الحياة» أمس: «الوضع كان طبيعياً جداً وهادئاً، لم نلحظ أي شيء، باستثناء شخص واحد كانت مظاهر الرفاهية واضحة عليه ويطالب بحرية أفضل». وأضاف: «كنا منذ البداية لا نتوقع أصلاً أن يكون هناك أي حدث في السعودية، فالناس هنا لا يعانون من أية صعوبات في المعيشة، وأننا لا نتوقع أن تصل الثورة التي تشهدها بعض الدول العربية إلى المملكة». وتابع: «جئت من موسكو إلى الرياض منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولم أشاهد أي شيء، هناك استقرار واضح في البلاد، فقد كنت قبل أيام في البحرين وذهبت بعدها إلى جدة والطائف وغيرها من المدن السعودية، وجميعها كانت تشهد استقراراً واضحاً في أوساطها». فيما قال مراسل ومصور وكالة الأنباء الأميركية حسن عمار ل«الحياة»: «الجولة كانت إيجابية، وتم تسهيل مهمة الصحافيين في الذهاب إلى المواقع، وهذا الأمر ساعدهم على التغطية الإخبارية لإظهار الحقيقة من الميدان كما هي من دون أي زيادة أو نقص». وأضاف: «الصورة لا تكذب، فنحن منذ خروجنا للمواقع لم نشاهد متظاهرين، وهي القصة الكاملة التي نقلناها مزودة بالصورة كما هي، إذ لو افترضنا أن هناك من يزود العالم بمعلومات مغلوطة وأن المتظاهرين عشرات الآلاف فالصورة تكذب كل ذلك». وتابع عمار: «نتمنى التعاون بشكل أكبر من وزارة الثقافة والإعلام، ليتم نقل الحدث على أكمل وجه، وأن يكون بالتنسيق معها».