واشنطن – رويترز – مضى أمس (الجمعة) هادئاً كبقية أيام الأسبوع في السعودية، وخرج السعوديون والمقيمون بعد صلاة الجمعة في مساجد العاصمة الرياض في هدوء عائدين إلى منازلهم من دون تحقق الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى تسيير مظاهرات وتفتيت اللحمة الوطنية، ولم يرصد محررو «الحياة» الذين أدوا صلاة الجمعة في مختلف جوامع الرياض أي تجمع مناهض للقانون. وحرصت وزارة الإعلام السعودية على تنظيم جولة لمراسلي الصحف والوكالات والشبكات التلفزيونية الأجنبية شملت الشوارع والمساجد والمراكز التي حددتها دعوات «فيسبوك» و «تويتر» لانطلاق تظاهرات، ووجدوا الصمت يلف تلك الأماكن، والناس بين رائح وغاد في أشغالهم. وقال مسؤولو المخابرات والأمن القومي الأميركيون إنهم يعتقدون بأن السعودية أقل عرضة لخطر الاضطرابات من الدول المجاورة، واعتبر أعضاء في مجلس الشورى وأقطاب من المجتمع أن رفض السعوديين الاستجابة لنداءات التظاهر استفتاء شعبي جديد على الوحدة الوطنية والعلاقة بين الشعب وحكومة بلاده. وقال مدير وكالة الأنباء الروسية في السعودية روفائيل دامينوف ل «الحياة» أمس: «الوضع كان طبيعياً جداً وهادئاً، لم نلحظ أي شيء باستثناء شخص واحد يطالب بحرية أكبر». وأضاف: «لم أشاهد أي شيء، هناك استقرار واضح في البلاد، كنت قبل أيام في جدة والطائف ومدن أخرى جميعها مستقرة تماماً». وكانت قوات الأمن السعودية انتشرت بكثافة في أرجاء الرياض خصوصاً الأحياء الشمالية والشرقية، وبقيت المتاجر مفتوحة كعادتها إلى ما قبل صلاة الجمعة، ثم أعادت فتح أبوابها بعد الصلاة، واختارت عائلات تمضية النهار في حدائق عامة، فيما امتلأت المقاهي بروادها لشرب الشاي والقهوة، وكان الحض على عدم الاستجابة لدعوات التظاهر وشق الصف موضوع خطبة الجمعة في مساجد الرياض أمس. وقال مواطنون سعوديون ل «الحياة» أمس: إنهم لم يستجيبوا لدعوات الشغب لأنهم يرون أن السعودية تنعم باستقرار وأمن يندر وجودهما في بلدان العالم الأخرى، كما أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يقود عملية إصلاحية تؤتي أكلها، وقال أحدهم: «لقد فتح لنا خادم الحرمين أبواب الحوار الوطني التي يستطيع أي سعودي أن يطرح داخلها ما يراه من مطالب ونقد ومآخذ، وهناك مؤسسات تراقب وضع حقوق الإنسان في البلاد، فلماذا نختار التظاهر على التواصل الحميم بين الشعب وحكومته؟». وذكرت وكالة «رويترز» نقلاً عن تحليل لمؤسسة ريموند جيمس وشركاه للاستشارات المالية، أن احتمال حدوث «اضطرابات» في المملكة ضئيل، ونسبت إلى مسؤول أميركي طلب منه تقويم الوضع انه «لا توجد مؤشرات» على انتشار «اضطراب» في المملكة. وأضاف: «الحكومة السعودية لديها موارد أكثر من أي دولة أخرى تواجه اضطرابات، كما أنها تتمتع بسيطرة محكمة على كل أراضيها». وأشار إلى أن السعودية لا تفرض ضرائب على مواطنيها ولديها نظام ضخم للرعاية الاجتماعية. ونسبت «رويترز» إلى السفير الأميركي السابق لدى السعودية تشاس فريمان قوله: إن السعودية «لديها تقاليد سياسية محلية مستقرة، إنها متفردة». وأكد مسؤولون وخبراء سعوديون ل «الحياة» أمس أن إصرار المواطنين على عدم الاستجابة لدعوات التمزق يؤكد عمق العلاقة بين الشعب وقيادته. وقال خبير الشؤون الاستراتيجية عبدالله الشمري إن ما حدث أمس يمثل تجديداً للبيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ونوه الشمري بحرص وزارة الثقافة والإعلام على السماح للمراسلين الأجانب بحرية التحرك والوقوف على الوضع بأنفسهم. وأكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس الشورى اللواء محمد أبوساق أن تماسك الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية كفيل بإفشال أي مخططات للإساءة للمملكة. وقال إنه مثل غيره من السعوديين يراهن على أن كل الأصوات النشاز ضد السعودية ستنهزم، وان السعوديين كافة يراهنون على مستقبل مستقر وآمن، مؤكداً ان أمن الوطن مسؤولية جميع مواطنيه. وقال نائب رئيس اللجنة الثقافية في مجلس الشورى الدكتور أحمد الزيلعي ل «الحياة» إن الشعب السعودي يعرف جيداً مصلحة بلده، ويثق بقيادته، ويعي كل ما يحاك من الدسائس والمؤامرات. وأشار إلى انه من الواجب على الشعب السعودي في المرحلة المقبلة وضع مصلحة بلده وأمنه واستقراره فوق كل اعتبار. وذكر ل «الحياة» أن المجتمع السعودي «على يقين بأن كل الأمور تسير نحو الأفضل ونحو الأصلح خلال المرحلة المقبلة، وينبغي أن يكون الوطن الهدف الأسمى لنا جميعاً، وان نتحد ونتعاون وان يحرص كل واحد منا على أمن واستقرار بلاده في ظل الظروف التي تحيط بنا إقليمياً ودولياً، وأن نجد ونجتهد من اجل بناء وطننا والمحافظة عليه». مفتي المملكة: المنظم للمظاهرات والمشترك فيها يقاتل في سبيل الطاغوت والشيطان * مسؤولان ل«الحياة»: اللُّحمة الوطنية والوعي حطّما الدسائس والمؤامرات مراسلو الوكالات الأجنبية ل«الحياة»: لا اضطرابات في الشوارع... والوضع هادئ